بدت شوارع طنجة منذ الساعات الأولى ليوم أمس الأحد في حالة ترقب حقيقي، حيث شوهد وجود أمني في مختلف مناطق المدينة، فيما كانت سيارات أمن ترابض في مواقع حساسة مثل مقر ولاية الأمن وولاية طنجة وقرب السجن المدني. وبدا وجود أمني مكثف لأفراد أمن بلباس مدني، وتعمدت قوات الأمن عدم الظهور بكثافة في أماكن التظاهر، التي امتدت إلى عدد من مناطق المدينة. وبدأ المتظاهرون يتجمعون في عدد من مناطق المدينة حوالي العاشرة صباحا، حيث تجمع المئات في حوالي الحادية عشرة صباحا بساحة الأمم، ورددوا شعارات تطالب بسقوط الحكومة المغربية وتوفير الخدمات الأساسية للمواطنين، خصوصا في قطاعات الصحة والتعليم والأمن والعدالة. وطرد المتظاهرون في ساحة الأمم شابا رفع لافتة صغيرة تقول «لا للفتنة.. لا لقناة الجزيرة»، حيث اضطر الشاب للانسحاب في هدوء من الساحة من دون عنف. وشكل أنصار التيارات اليسارية الراديكالية الأغلبية في ساحة الأمم، قبل أن يصل مئات من أفراد جماعة العدل والإحسان، حيث يفترض أن يكون بقية يوم الأحد مختلفا تماما عن المشهد الصباحي مع ترقب توافد آلاف المتظاهرين لرفع شعارات تطالب بإصلاحات «جذرية وعميقة». من جهة أخرى، توقعت مصادر أمنية أن لا يتجاوز عدد المتظاهرين بطنجة 1000 شخص بسبب عدم مشاركة قطاعات واسعة من الأحزاب والجمعيات التي تنشط داخل المدينة، بينما أفادت مصادر أخرى ل«المساء» بأن صفوف المشاركين ستتعزز خلال المساء. وردد متظاهرون عبر مكبرات الصوت شعارات تنادي ب«سقوط الخوف»، وطالبوا الجميع بالالتحاق بالتجمعات التي وصفوها ب«المتحضرة والسلمية». وفي عدد من الشوارع المجاورة لساحة الأمم لوحظ وجود قوات أمن مختصة بمكافحة الشغب، غير أنها كانت تتعمد عدم الظهور بشكل علني أمام المتظاهرين. وفي منطقة بني مكادة، التي شهدت الجمعة الماضي أعمال عنف تمثلت في إحراق مركز للأمن ووكالة بنكية ومقر لوكالة «أمانديس» الفرنسية، تجمع آلاف المتظاهرين وقرروا التوجه نحو وسط المدينة راجلين. وقال شهود عيان إن عدد المتجمعين يقدر بحوالي 10 آلاف، غير أنهم ساروا في مسيرات منفصلة، حيث تجمع أنصار العدل والإحسان واليسار والعدالة والتنمية في تجمعات منفصلة، بالإضافة إلى مسيرات شبابية لشباب الأحياء الشعبية. وأغلقت قوات الأمن طرقا معينة أمام السيارات، وهي الطرق التي عبرها آلاف المتظاهرين من الأحياء الشعبية نحو وسط المدينة. المشهد البسيط للمتظاهرين الذي بدا في صباح الأحد بدا مختلفا مع مرور الساعات، حيث صار عددهم كبيرا بعيد منتصف النهار، وافترض مشاركون أن يصبح العدد بعشرات الآلاف في مرحلة ما بعد الظهر. ويعتبر سكان طنجة أنهم معنيون كثيرا بهذه المسيرات، على اعتبار أن مدينتهم هي الأغلى في المغرب. كما أنهم يعانون منذ سنوات طويلة من بطش فواتير الماء والكهرباء لشركة «أمانديس فيوليا» الفرنسية. كما يعانون من التردي الكبير في الخدمات في مجالات الصحة والأمن والعدل والتعليم والبنيات التحتية وتسلط من يطلقون عليهم «وحوش العقار» وتواطؤ منتخبين ومسؤولين مع لوبي الفساد في المدينة.