كشفت مصادر اتحادية ل«المساء» أن اللقاء، الذي عقده بآسفي القيادي الاتحادي عبد الهادي خيرات، يأتي أياما قليلة بعد لقاء مماثل عقدته الكتابة الإقليمية بآسفي مع إدريس لشكر، مشيرة إلى أن التقارب الزمني للقاءين ليس سوى إعلان حرب تنظيمية بين أقطاب المكتب السياسي المنقسم حاليا بين عدة توجهات سياسية متباينة. و أشارت مصادرنا إلى أن الوضع الهش للتنظيم الحزبي بآسفي وغياب كتابة إقليمية مكتملة الأعضاء مع عدم تجديد هيكلها وهياكل الفروع وتجميد قيادات اتحادية لعملها التنظيمي داخل الكتابة الجهوية سهلت صراع أعضاء المكتب السياسي على تثبيت كل واحد منهم لخطه السياسي على فروع تشهد تفككا تنظيميا من أجل إعادة إحيائها. و قالت المصادر ذاتها إن عبد الهادي خيرات قرر النزول إلى آسفي لمحو آثار مرور إدريس لشكر، الذي أطر لقاء حزبيا قبل أيام قليلة، مضيفا أن خيرات، وعلى مقربة من المؤتمر الوطني للحزب، يريد رسم توجه موال لتيار وسط المكتب السياسي والمجلس الوطني يخالف مساعي التقارب مع الأصالة والمعاصرة الذي يقوده إدريس لشكر. وألمحت مصادر اتحادية أن الوضع الحزبي بآسفي لن يغيب عن المباحثات، التي سيجريها أعضاء بالحزب مع عبد الهادي خيرات، ومن ذلك الهزيمة التي مني بها الحزب في الانتخابات الجماعية الأخيرة بعدما كان ممثلا في مجلس المدينة السابق بستة أعضاء مستشارين، دون أن يحرز في الانتخابات الجماعية الأخيرة التي قاد لائحة الحزب بها منير الشرقي، مراسل جريدة الحزب، أي مقعد، فأصبح الحزب غير ممثل في قصر البلدية. ولم تخف المصادر ذاتها أن عمل قضاة مجلس الحسابات الذين يفحصون حاليا مجلس عبد الرحيم دندون، الذي كان يوجد به ستة مستشارين اتحاديين، سيكون في صلب محادثات مناضلي الحزب مع عبد الهادي خيرات. و أشارت معطيات ذات صلة إلى أن الوضع التنظيمي المتأزم والجمود الحزبي الذي يعيشه حزب القوات الشعبية بآسفي بعد خروجه من تمثيلية المجلس الحضري مسألة أثرت كثيرا في إشعاع الحزب وانغلاقه، في وقت تفيد مصادر اتحادية أن قيادة الحزب الحالية تضع في أولوياتها الصراع التنظيمي على الفروع بين لشكر وخيرات عوض إعادة هيكلة الفروع وانفتاح الحزب واسترداد موقعه في الهيئات المنتخبة ولدى الناخبين، حسب قولهم.