فيما يسارع «الثلاثي الغاضب» داخل المكتب السياسي للاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، المكون من محمد الأشعري والعربي عجول وعلي بوعبيد، الخطى من أجل خلق جبهة تنظيمية ضد إدريس لشكر، الوزير المكلف بالعلاقات مع البرلمان، والتموقع استعدادا لمحطة المؤتمر الوطني التاسع، كشفت مصادر اتحادية مطلعة عن وجود تحركات لأعضاء في المجلس الوطني وقياديين اتحاديين لطرح مبادرة جديدة في إطار النقاش، الذي يعرفه الحزب بخصوص مأزقه التنظيمي وطريقة التهييء للمؤتمر، تروم خلق بديل آخر داخل الاتحاد، حسب تعبير المصادر. وقالت نفس المصادر ل«المساء» إن هناك أعضاء في المجلس الوطني يحضرون حاليا للإعلان خلال الأيام القادمة عن ميلاد بديل من خارج المكتب السياسي، إلى جانب البديلين اللذين يطرحهما الثلاثي الغاضب وقيادة الاتحاد، يضم بين أعضائه قيادي اتحادي يتوقع أن يشكل حضوره مفاجأة للكثيرين، مشيرة إلى أن لقاءات ستجرى مع هذا القيادي وقياديين اتحاديين آخرين خلال نهاية الأسبوع من أجل انتزاع موافقتهم على الانضمام إلى البديل الذي يطرحه أعضاء المجلس الوطني في محاولة ل«الوقوف في وجه الوجوه المتقادمة داخل الاتحاد، والتي كانت تدافع بشدة عن عبد الواحد الراضي قبل أن تنقلب عليه، وتحاول الآن الترويج لمبادرة وحيدة للتغيير»، تقول المصادر. من جهة أخرى، كشف عضو في المكتب السياسي، تحفظ عن ذكر اسمه، أن قياديين بارزين يصنفون على أنهم من أعمدة المكتب السياسي للاتحاد باشروا خلال الأيام الماضية اتصالات بالعديد من الأسماء الاتحادية من أجل استطلاع رأيهم بخصوص ما إن كان عقد المؤتمر التاسع مناسبا في هذه المرحلة أم لا، مشيرة في حديثها إلى «المساء» إلى أن ما استشفه الكثير ممن تم الاتصال بهم من قبل تلك الزعامات هو أن «هاذ ما شي وقت المؤتمر..وما عرفينش لمن غادي نعطو الحزب اللي هو الآن في أياد أمينة». وحسب عضو المكتب السياسي، فإن الوضع الحالي داخل قيادة الاتحاد يشير إلى أن أطرافا مؤثرة داخلها غير راغبة في عقد المؤتمر التاسع في الوقت الراهن، دون أن يستبعد أن تضطر القيادة الحالية إلى الاستجابة لمطلب الاتحاديين بعقد المؤتمر تحت الضغط. ويشير نفس المصدر إلى أن تنظيم المؤتمر من الناحية التنظيمية وتوفير ظروف وشروط النجاح لن يكون بالأمر الهين، خاصة في ظل تجميد وتهميش القيادة الحالية للحزب. إلى ذلك، لم تستبعد مصادر في المجلس الوطني أن يخرج إدريس لشكر، عضو المكتب السياسي، عن صمته بعد هدوء عاصفة الانتقادات الحادة التي تعرض لها خلال انعقاد برلمان الحزب في شوطيه، جراء دفاعه المستميت عن التحالف مع حزب الأصالة والمعاصرة، ومحاولته السيطرة على القطاعات الموازية (الاتحاد النسائي، الفيدرالية الديمقراطية للشغل) استعدادا للمؤتمر، مشيرة إلى أن التنافس بين لشكر وخصومه داخل المكتب السياسي مقبل في الأسابيع المقبلة على حلقات مشوقة. واستنادا إلى المصادر عينها، فإن لشكر «اعتاد أن يكون من يطلق الرصاصة الأخيرة في معاركه داخل الاتحاد، ومن ثم فمن غير المستبعد أن يلجأ إلى أوراق كثيرة ما زال يمتلكها، في مقدمتها ورقة قوته التنظيمية، خصوصا في الفروع والأقاليم (الشمال، أكادير، الصحراء...) وكذا اللجوء إلى التصالح مع محسوبين ومقربين منه هاجموه بشدة خلال المجلس الوطني الأخير».