«تناولت فنجان قهوة في أحد مقاهي المدينة، وبعد خروجي منه، عند حدود الساعة الثالثة من صباح يوم الاثنين، 9 فبراير الجاري، وأنا منشغل بهاتفي النقال، سمعت طلقة نارية، ثم شعرت بالتهابات في ذقني... وضعت يدي على الموضع الملتهب وإذا بي أفاجَأ بالدم يكسوها بسبب إحدى شظايا الرصاص»... يحكي مجيد رحوي، في الثلاثين من عمره، وهو شاب من مدينة العيونالشرقية. هاله المشهد وفزع وتساءل إن كان ذلك يدخل في خانة العمليات الإرهابية، قبل أن يلتحق به صديقه ويتوجها إلى مفوضية الشرطة حيث تم تحرير محضر بعد الاستماع إليه. «لم أفهم شيئا، كان هناك عناصر جمارك ومهربون وصراع بين مهربي الوقود.. انطلقت المطاردة من مشرع حمادي في دائرة العيونالشرقية، حسب ما سمعت»، يستطرد الشاب المصاب عن تفاصيل الحادث، قبل أن يزور الطبيب الذي سلم له شهادة طبية تثبت إصابته بشظايا رصاص. وقد زرع هذا الحادث الذي جرت أطواره أمام «مقهى القدس» في شارع «بئر أنزران» الرئيسي، الرابط بين مدينة العيونالشرقية ومدينة وجدة، وسط حي الكاريان الآهل بالسكان، الرعب والفزع وسط الساكنة، الذين استيقظ العديد منهم لشدة دوي الطلقة النارية، في وقت كان السكون والهدوء يخيم على المدينة، حيث انتقلت إلى عين المكان دورية لشرطة مفوضية العيونالشرقية واستمعت إلى الشابين المصابين، كما تم الاستماع إلى بعض حراس السيارات الليليين. واستنادا إلى بعض المصادر من مدينة العيونالشرقية، فقد كانت عناصر من الجمارك، التابعة لدائرة العيونالشرقية، بصدد تنفيذ واجبها من أجل محاربة ظاهرة التهريب ومطاردة «المقاتلات» المحمَّلة بالسلع المهربة، خاصة منها الوقود، المهرب من الجزائر عبر بعض المسالك التي يرتادها المهربون. وبعد رصد «قافلة» من ثلاث «مقاتلات» محملة بالوقود المهرب من الجزائر المنطقة المسماة «عقبة فريط»، على بعد حوالي 11 كلم من مدينة العيونالشرقية في اتجاه مدينة وجدة، تم نصب حاجز قانوني للمراقبة وإيقاف المخالفين، الأمر الذي فاجأ المهربين، الذين حاولوا الإفلات لكن ذلك تسبب في انقلاب سيارتين ومحاصرة «مقاتلة» أخرى، في حين تمكن المهربون من الفرار، مستغلين في ذلك حلكة الظلام. وبعد الحادث، حسب المصادر ذاتها، انتقلت بعض عناصر الجمارك إلى مدينة العيونالشرقية للبحث عن سيارات السحب لجر «المقاتلات» الموقوفة ونقل البضاعة المحجوزة، لكنها صادفت بعين المكان قافلة أخرى من المقاتلات متوقفة بجانب الطريق، الأمر الذي دفع بأحد الجمركيين إلى إطلاق الرصاص لتخويف المهربين وإفزاعهم وثنيهم عن أي عمل قد يقومون به ضدهم، علما أن أحداثا سبق تسجيلها تتعلق بمقاومة المهربين بعد سقوطهم في كمائن وحواجز المراقبة الأمنية أو من طرف رجال الدرك أو الجمارك، كما تم تسجيل مطاردات بعد رفض المهربين الانصياع لأوامر التوقف، أدت إلى مصرع أشخاص من كلا الطرفين.