طالب عمال شركة ميكروإلكترونيكس ببوسكورة بإيفاد لجنة متخصصة للتحقيق في حالات الإغماء والاختناق التي تعرض لها العاملون بالشركة في الأيام الماضية، ووضع حد لحالة القلق والخوف التي تسود صفوف العاملين بالشركة، الذين أكدوا ل «المساء» أنهم أصبحوا مهددين في حياتهم بسبب انعدام وسائل الصحة والسلامة المهنية. وحدد مصدر من الشركة أن معدل حالات الإغماء تصل إلى ست حالات يوميا، غالبيتها من النساء. وقال مصدر مطلع إن 144 عاملا في الشركة أصيبوا بحالة إغماء بفعل تسرب مواد سامة لأسباب ظلت مجهولة. وأضاف أن حالات الإغماء والاختناق المتكررة بدأت منذ حوالي عشرين يوما حيث أصبح العمال يشعرون بأعراض الدوار والغثيان. واعتبر نفس المصدر أن الشكوك تحوم حول طبيعة المواد المستعملة، خاصة أن الشركة تشتغل بمواد كيماوية. وعبر أحد العاملين بالشركة عن امتعاضه من الطريقة التي تعاملت بها الشركة مع مطلبهم المتمثل في تقديم تقرير تشرح فيه للعمال طبيعة المواد التي تسببت في حالات الإغماء، التي وصفت ب«الكثيرة»، لكن الشركة، يضيف المصدر ذاته، لم تستجب لطلبهم، وهو ما يشكل خطورة على صحة العمال المتضررين الذين لم تسلمهم الشركة نتائج التحاليل التي قاموا بها. واستنكر العمال كل الممارسات، التي وصفوها ب«غير المهنية»، التي يقوم بها بعض المسؤولين داخل الشركة رغبة في استمرار عمل الشركة، ولو كان ذلك على حساب صحة العمال، الذين، يؤكد مصدر مقرب، مازالوا يزاولون عملهم، رغم استمرار حالات الإغماء. وفي بيان صادر عن إدارة الشركة، وصف باسكال جوزيف الوضع الذي تعيشه الشركة ب«غير العادي»، والذي جعل مجموعة من العمال يتعرضون لموجة من الصداع. وأضاف أن الجهود التي تقوم بها الشركة من أجل التحقيق في أسباب حدوث حالات الإغماء متواصلة، وأن الشركة مهتمة بصحة العمال، وأنه سيتم تعيين خبراء للبحث عن حيثيات الموقف ونتائج التحقيقات. واتصلت «المساء» عدة مرات بإدارة الشركة من أجل الاستفسار عن الحادث، إلا أنه لا أحد استطاع الحديث حول حقيقة ما يجري داخل الشركة. وبعد توجيه العمال المتضررين مجموعة من الشكايات إلى عامل عمالة النواصر، من المرتقب أن تحضر لجنة مكونة من السلطات المحلية لمباشرة التحقيق في الحادث.