سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
الحاجة الحمداوية غنت في ملاهي المغرب وفرنسا وفويتح أبدع أغنية «هو ما لولو» في ناد ليلي رواد الملاهي الليلية كانوا يطلبون من المعطي بنقاسم أداء أغنية «علاش يا غزالي»
اعتبر الفنان المغربي الكبير عبد الواحد التطواني أن الغناء في الملاهي الليلية ظاهرة قديمة في المغرب، إذ برزت أثناء الاحتلال الفرنسي للمغرب. وأشار إلى أن الأمريكيين، حينما دخلوا السواحل المغربية في سنة 1944، وجدوا هذه الملاهي الليلية، كما وجدوا فنانين مغاربة كانوا يشتغلون فيها. وأشار الفنان المغربي، الذي غنى ولحن وعزف رفقة العديد من الرواد المغاربة، إلى أن ما كان يميز المشاركة المغربية في الملاهي الليلية هو أنها كانت تقتصر، بشكل خاص، على العازفين، على اعتبار أن المغنين لم يكن لديهم حضور قوي في الملاهي الليلية. وذكر التطواني أن فترة الرواد لم تكن تعرف احترافهم العمل في الملاهي الليلية، وذكر بعض الأسماء التي لم يسبق لها أن اشتغلت في هذه الفضاءات، من بينهم إبراهيم العلمي، المعطي بنقاسم وإسماعيل أحمد، إلا أن هذا لا يعني أن بعضهم لا يقدمون، بين الفينة والأخرى، بعض المشاركات في هذه الأماكن، كما كان يفعل بنقاسم، الذي كان رواد تلك الفضاءات يطلبون منه أن يغني لهم «علاش يا غزالي». وأضاف عبد الواحد التطواني أن هناك من الفنانين من اشتغلوا في الملاهي الليلية، من بينهم الفنانة الكبيرة الحاجة الحمداوية، التي اشتغلت في ملهى «كوكدور» في الرباط، رفقة المغني اليهودي المغربي سالم الهلالي، قبل أن تتجه إلى فرنسا وتشتغل في ملهى «الجزائر» الشهير، ثم تعود إلى المغرب، بعد سنوات، للعمل في «كوكدور»، من جديد. وقد اشتغل في الملاهي الليلية الفنان الراحل أحمد الغرباوي، لمدة قصيرة، كما غنى الراحل محمد فويتح في فرنسا، وهناك استطاع أن يبدع أغنية «هاوما لولو» سنة 1954. وسلّط الفنان المغربي الضوء على ظاهرة مهمة في تاريخ الأغنية المغربية، حينما أكد أنه بعد الاستقلال وتحول الاهتمام بالأغنية بشكل جذري، التحق أغلب العازفين في الملاهي الليلية بالأجواق التي أُسِّست في المغرب، وضرب مثالا لذلك بجوق «الدارالبيضاء»، الذي تكون في مجمله من العازفين الذين كانوا يشتغلون في الملاهي الليلية. وحول مشاركته الخاصة في هذه الفضاءات، قال المبدع المغربي إنه لم يسبق له أن غنى في الملاهي الليلية، مضيفا أنه اشتغل في هذه الفضاءات كعازف على الإيقاع، في إشارة غير مباشرة إلى اشتغاله مع الفنانة الشعبية الحاجة الحمداوية في فضاءات ترفيهية خاصة. وعن موقفه من تنامي ظاهرة لجوء الفنانين إلى الملاهي الليلية، قال عبد الواحد التطواني إنه من الأفضل أن يركز الفنان على فنه ويتجنب هذه الفضاءات، ولكنْ إذا كان مضطرا، فليس هناك أي مانع، بدل أن يضطر إلى «مد يده»، لطلب العون من الآخرين، لأنه في نهاية الأمر، إذا لم يستطع الفنان أن يوفر لقمة عيشه، فلا أظن أن هناك من هو قادر على توفيرها له، «لهذا أقول إن مسألة القدرة المادية تكون حاسمة في هذا الأمر»...