ترفض الصين أن تطلق العنان لزوارها بمناسبة الألعاب الأولمبية لمعرفة كل شادة وفادة عنها وعن ظروف العيش بها، فهي لا تقتصر على تعطيل بعض مواقع الأنترنت التي قد يزورها بعض الفضوليين الأجانب، بل تذهب إلى حد مراقبة البعض منهم، ووضعهم تحت نظام التصنت. هذا ما استخلصته على كل حال مصالح الاستخبارات الفرنسية الموفدة إلى بكين لتحضير زيارة الرئيس نيكولا ساركوزي. فقد فوجئ أعضاء الوفد الفرنسي بمبادرة كريمة من البلد المضيف تمثلت في هدايا تذكارية على شكل هاتف نقال من طراز ممتاز مع رقم مجاني صيني. رحب الجميع، وبكثير من الثناء، بالمبادرة الصينية التي تؤمن لهم الاتصال مباشرة بذويهم وأصدقائهم بالخارج بتكلفة بسيطة للغاية، والتحدث مجانا مع محيطهم بعين المكان. غير أن الاستعلامات الفرنسية فطنت فورا إلى الهدية الصينية الملغومة، التي كان الهدف منها وضع الجميع تحت نظام التصنت، فقدمت نصحها إلى المسؤولين الفرنسيين بإرجاع الهواتف النقالة بطريقة لبقة إلى أصحابها واستعمال هواتفهم الخاصة. غير أن الصينيين لهم أكثر من خدعة في الحقيبة. فقد جندوا مئات من الصحفيين «المغشوشين»، وزودوهم بآلات التصوير والتسجيل تمكنهم من التصنت والتقاط مشاهد حية للوفود القادمة من الدول النافذة سياسيا واقتصاديا. وقد أعطيت أيضا تعليمات للرسميين الفرنسيين بعدم إثارة مواضيع حساسة في الأماكن المغلقة كالمطاعم والفنادق وغيرها.