لم يتقبل أعضاء النقابة الوطنية للصحة العمومية، المنضوون تحت لواء الفدرالية الديمقراطية للشغل، قرار تنقيل رئيسة قسم النساء والتوليد في مستشفى «المامونية» في مراكش إلى أحد المراكز الصحية في منطقة المسيرة في المدينة الحمراء، مما جعلهم ينتفضون في وجه المندوب الإقليمي لوزارة الصحة، حيث اقتحموا مكتبه الخاص، صباح أول أمس الخميس، رافعين شعارات تصفه بالفاشل.. ومنعوه من مغادرة مكتبه لأزيد من ساعتين. وقد عمد حوالي 60 عضوا في النقابة الوطنية للصحة العمومية، التابعة للنقابة المقربة من حزب الاتحاد الاشتراكي، إلى ترديد الشعارات، التي تقدح في المندوب الإقليمي، ومنعوه من مغادرة القاعة التي اكتظت بالأطباء والممرضين، بوضع حواجزَ بشرية تمنعه من الخروج من مكتبه. ورغم محاولات المندوب المتكررة للخروج من القاعة إلى بهو المؤسسة، فإن ذلك لم يتأت له، عندما ظل نقابيو ال«ف.د.ش» يمنعونه من الخروج، محتجزين إياه داخل القاعة ومرددين الشعارات.. حينها، بقي المسؤول يتابع عن كثب شعارات أعضاء النقابة، التي تنعته ب«الفاشل الذي ظلمته وزيرة الصحة، حينما عينته مندوبا جهويا للصحة في مدينة مراكش»، التي قال الأطباء الغاضبون إنها تحتاج إلى كفاءة أعلى من تلك التي اكتسبها المندوب القادم من مدينة الصويرة، مطالبة هذا الأخير بالرحيل عن المندوبية، بعد أن «أثبت فشله في مهمته»، على حد قولهم. وردد حوالي 60 مشاركا في الوقفة، ممثلين المكاتب الجهوية والمحلية لجهة مراكش تانسيفت الحوز، شعارات تطالب المندوب بالرحيل: «المندوب سير فْحالْك، المندوبية ماشي ديالك»... وبعد رفض المندوب الحوار مع المحتجين، بداعي الأجواء المشحونة التي لا تسمح بالحوار، عاد المسؤول عن قطاع ياسمينة بادو، بعد حضور باشا وقائد المنطقة إلى المؤسسة، إلى الجلوس إلى طاولة ممثلي المحتجين. وحسب ما تسرب من اللقاء، فإنه بعد تدخل النقابيين وطرح مشكل «البناء العشوائي» داخل المستشفى ونقص آليات العمل... بين يدي ممثلي وزارة الداخلية، واعتبار أن تنقيل رئيسة قسم النساء والتوليد، العضو في الفدرالية الديمقراطية، النقطة التي أفاضت الكأس، وعد المسؤول النقابيين بحل المشكل في أقرب فرصة، في الوقت الذي رفض المندوب التصريح ل«المساء»، نظرا «للأجواء غير الطبيعية، ولظروفه النفسية» على حد قول المندوب ل«المساء». وقد أصدرت المكاتب النقابية المشاركة بيانا حصلت «المساء» على نسخة منه، أكدت فيه أن الفدرالية الديمقراطية للشغل نفذت الوقفة الاحتجاجية داخل مندوبية وزارة الصحة بعد «رفض الحوار» من قبل المندوب الذي أقدم على تنقيل رئيسة قسم التوليد في مستشفى «ابن زهر» (المامونية)، «دون طلب منها إلى المركز الصحي المسيرة»، وهي خطوة «يهدف منها المندوب -يضيف البلاغ- إلى ضرب الفدرالية وتقزيم عملها النضالي في المنطقة، ضاربا عرض الحائط كل المذكرات الوزارية»، حسب ما ورد في البيان. وأوضحت النقابة أنه بعد استنفاد كل «محاولاته السابقة لإقحام» هذه المسؤولة في نظام الحراسة «دون سند قانوني»، والتي قالوا إنها تتوفر على إعفاء من طرف اللجنة الطبية الجهوية المختصة لجؤوا إلى هذا الشكل الاحتجاجي، محملين المندوب مسؤولية ما قد تؤول إليه الأوضاع.