علمت «المساء» أن الشاب «مراد ب.» الذي أضرم، زوال يوم الثلاثاء الأخير، النار في جسده داخل منزل أسرته في حي «سافي 2» الراقي في آسفي، قد لقي حتفه أمس الخميس، متأثرا بحروق بليغة من الدرجة الثالثة في أحد المستشفيات الخاصة في مدينة الدارالبيضاء، التي نُقِل إليها على وجه السرعة بعد دخوله مستشفى محمد الخامس في آسفي. وكان الضحية قد اقتنى كمية من البنزين وصبّها على جسده أمام مرأى من والديه وأضرم النار، متأثرا بنوبة نفسية حادة أصابته ويعالَج بسببها، عبر تناوله مهدئات وأدوية خاصة بالمرضى النفسيين، فيما أصيب والداه بحروق خفيفة، بعد أن حاولا نجدته في حديقة البيت، التي شهدت هذا الحادث المؤلم. وكان والد الضحية قد رفض -لحظة الاستماع إليه من قِبَل أجهزة أمنية- قد ربط حادث إضرام ابنه مراد النار في جسده وبين ما يقع حاليا في تونس ومصر والجزائر من أحداث مشابهة ذات حمولة احتجاجية وسياسية، مضيفا أن الضحية مراد، الذي لم يتجاوز بعد ربيعه الثامن عشر، كان يعاني من نوبات عصبية حادة. وأشارت مصادر مقربة من الضحية مراد إلى أن الأخير كان يعيش وسط جو عائلي تتوفر فيه جميع شروط العيش الكريم وأن والده يعمل إطارا في المكتب الشريف للفوسفاط ويعيش في حي «سافي 2» الراقي وكان يحظى بمعاملة خاصة من والديه، اللذيم كانا يوفران له كل متطلبات الشباب في سنه وأنه لم يكن على اطلاع أو اهتمام بالسياسة ولا بالحركات الاحتجاجية. ها ومعلوم أن الضحية مراد كان قد درس في ثانوية «المنفلوطي» الخاصة في آسفي، قبل أن ينتقل لإكمال دراسته في إحدى مدارس الفندقة وينقطع بعدها عن الدراسة، كما أنه كان -باستمرار- يتابع علاجات نفسية لدى مصحات طبية خاصة، قبل إقدامه على إضرام النار في جسده.