كشفت معطيات توصلت بها «المساء» أن هناك صراعا محتدما بين قياديين في حزب الاستقلال حول إخراج فريق مستشاري «البام» من أغلبية مجلس المدينة قبل موعد الانتخابات التشريعية المقبلة، و إعادة رسم معالم التحالف المسير لبلدية آسفي، المشكل من حزب الاستقلال، الذي يقود رئاسة المجلس مساندا بأغلبية مستشاري فريقي العدالة و التنمية و الأصالة والمعاصرة. وأشارت مصادر على مطالعة أن هناك اتجاهين وسط قيادة حزب الاستقلال بآسفي بين تيار يقوده محمد كاريم، برلماني ورئيس مجلس المدينة، الذي يدعم خيار التحالف الاستراتيجي مع الأصالة والمعاصرة والعدالة والتنمية داخل مجلس مدينة آسفي، وبين تيار عبد المجيد موليم، البرلماني عن حزب الاستقلال أيضا والمساند من قبل مفتشية الحزب، الذي لا ينظر بعين الرضا للتحالف القائم مع حزب الأصالة والمعاصرة. وكانت الدورة الاستثنائية لمجلس مدينة آسفي، التي انعقدت مؤخرا، قد شهدت تدخل أحد قيادات حزب الاستقلال المحسوب على التيار المعارض للتحالف مع الأصالة والمعاصرة، حيث طالب ضمنيا بإعادة رسم خريطة التحالف في أغلبية مجلس المدينة، و دعا إلى التزام مستشاري الأصالة و المعاصرة بعدم التصريح ليومية «المساء» (من غير أن يسميها) بدون الرجوع إلى رئاسة المجلس لأخذ رأيها. وفي تصريح ليومية «المساء»، قال أبو عبد الله، مفتش حزب الاستقلال وعضو مجلس مدينة آسفي، أن لا صفة له ليتكلم باسم الحزب، و أنه بصفته مستشارا جماعيا يرى أن أغلبية المجلس يجب أن تكون مؤازرة ومتعاقدة و متضامنة بين جميع مكوناتها، مضيفا أنه من غير المقبول أن يصرح مستشار جماعي لجريدة وطنية بدون الرجوع إلى رئاسة المجلس، نافيا في الآن نفسه دعوته إلى إعادة رسم التحالف الحزبي لأغلبية الرئيس محمد كاريم. من جهته، قال سمير كودار، نائب رئيس مجلس مدينة آسفي و الكاتب الإقليمي لحزب الأصالة و المعاصرة، إن من يرى ضرورة إعادة رسم تحالف الأغلبية داخل مجلس مدينة آسفي فليبادر من اليوم إلى ذلك، مضيفا أن فريق حزب «البام» ببلدية آسفي «لا يخاف الخروج إلى المعارضة»، مؤكدا على أن مسؤولياته كمستشار جماعي و نائب للرئيس مفوض في شؤون التعمير لا تتطلب «ترخيصا من حزب الاستقلال حتى أصرح ليومية «المساء»، على حد قوله. إلى ذلك، قال إدريس الثمري، نائب رئيس مجلس مدينة آسفي والكاتب المحلي لحزب العدالة و التنمية، إنه ليست هنالك ضرورة لإعادة رسم تحالف الأغلبية وخروج حزب الأصالة و المعاصرة، مضيفا أن التحالف مع الاستقلال و «البام» يسير في أفق خلق تجربة سياسية ناجحة بالمدينة، وأن دعوات خروج الأصالة و المعاصرة من الأغلبية أمر غير مطروح، مؤكدا على أن من حق أي مستشار جماعي أن يصرح لأي جريدة وطنية في إطار حرية الرأي.