في الدول الغربية، يعد الجسم الممشوق، الخالي من فائض الدهن مطلب كل امرأة وكل رجل، ففي أمريكا، مثلا، يقتصر القوام الصحي الرشيق على الفئة المثقفة الواعية، حيث تنفق مبالغ باهظة للحفاظ عليه، أما الأجسام السمينة، فتقتصر غالبا على الفئات المتواضعة، من الناحية الاجتماعية والمادية. أما في مجتمعنا المغربي، فما تزال النظرة السائدة هي أن المرأة السمينة أو الأكثر امتلاء هي «المناسِبة»، لكنْ يجب التخلي عن هذه الأفكار المغلوطة، لأن الجسم الممتلئ ليس دليلَ جمال أو صحة، بل العكس هو الصحيح، إذ تجب محافظة بعض النساء على رشاقتهن، إن كن كذلك. ومعنى الرشاقة أن يكون للفرد وزن صحي يشعر بالراحة الجسدية والنفسية عند الوصول إليه، لأن الرشاقة هي الطريق الأول نحو الصحة. صحيح أن هناك سيدات يعانين من نحافة شديدة قد تشوه مظهرهن الخارجي وتؤثر على نفسيتهن وتؤثر على ثقتهن بأنفسهن وتجعلهن عرضة للسخرية، وفي هذه الحالة يجب عليهن اتباع الطريقة الصحيحة لاكتساب الوزن، أولا عن طريق التأكد من أنه لا وجود لأسباب مرضية أدت إلى ذلك، كالمرض الجوفي أو «السيلياك» وفقر الدم وغيرها من الأمراض التي تؤدي إلى فقدان الوزن. وفي هذه الحالة، يكون علاج النحافة هو علاج المرض المسبب لها. في حال خلو الجسم من أي أمراض، يبقى الحل الوحيد والسليم هو استشارة مختص في الحمية والتغذية، من أجل الوقوف على المشكل الغذائي القائم وإنجاز تقييم للكمية المتناوَلة يوميا من الأكل ومقارنتها بالنشاط الممارَس، للتعرف على ما إذا كانت كمية الطعام التي يتناولها الفرد كافية لسد حاجياته الطاقية أم لا، وبالتالي وصف نظام غذائي مناسب يحترم عادات المعنية الغذائية ويكون قابلا للتطبيق.