رفض حمدي ولد الرشيد حضور اللقاء، الذي ترأسه محمد الشيخ بيد الله بمدينة العيون، بوصفه رئيس جمعية برلماني ومنتخبي الصحراء، بعدما تلقى ولد الرشيد استدعاء لحضور اللقاء الذي جاء في أوج الصراع، الذي تعرفه الساحة الحزبية بين حزب التراكتور وحزب الميزان على المستوى المركزي والجهوي بالصحراء. كما وجه ولد الرشيد تعليماته إلى جميع برلمانيي ومنتخبي حزبه بعدم حضور اللقاء الذي يعتبر الثالث من نوعه بالعيون، بعدما سبق لولد الرشيد وحلفه حضور اللقاء الثاني، الذي جاء مباشرة بعد أحداث العيون الأليمة. وهو الاجتماع الذي دعت إليه جمعية برلمانيي ومنتخبي الصحراء لإدانة الأعمال الإجرامية التي وصلت إلى حدّ التقتيل التي شهدتها العيون آنذاك، والتي وصفها بيان الجمعية بأنها لا علاقة لها بقيم أهل الصحراء وشيمهم. واتّهم أعضاء الجمعية المذكورة صراحة المخابرات الجزائرية و«البوليساريو» بالضلوع في هذه الأحداث والسعي إلى إثارة البلبلة وزعزعة الاستقرار بالمنطقة. حضور ولد الرشيد لهذا الاجتماع الثاني، فسره مصدر مقرب من حمدي ولد الرشيد، البرلماني عن دائرة العيون، بأنه جاء انطلاقا من إيمانه بالوحدة الوطنية واللحمة التي عرفها المغرب بعد أحداث الاثنين الأسود بعد تفكيك مخيم «كديم أيزيك». ولم يخف المصدر ذاته بأن عدم تلبية ولد الرشيد للدعوة التي أرسلها بيد الله كان نتيجة تمادي حزب الأصالة والمعاصرة في صراعه مع حزب الاستقلال، الذي يترأس تنسيقيته بالأقاليم الجنوبية حمدي ولد الرشيد. بالمقابل، شهد الجمع العام لجمعية منتخبي الصحراء، الذي انعقد بفندق براور بالعيون، وخصص لتوسيع هياكل الجمعية لتشمل أعضاء الغرف المهنية ورؤساء المجالس الإقليمية ورؤساء الجهات والمنتخبين، حضورا لافتا لمنتخبين وبرلمانيين اتحاديين، في مقدمتهم علي سالم الشكاف، رئيس لجنة العلاقات الخارجية بمجلس النواب، ومن التجمع الوطني للأحرار والحركة الشعبية. إلى ذلك، نفى مصدر مسؤول داخل الجمعية، التي تشكل «لوبيا»، نظرا للعدد الهائل من المنتخبين والانتشار المجالي، أن يكون بيد الله قد وجه أي دعوة إلى ولد الرشيد لحضور الجمع العام لجمعية منتخبي الصحراء، مشيرا إلى أن «ضيق الوقت حال دون عقد بيد الله أي لقاء مع ولد الرشيد على شاكلة ما حدث خلال اجتماع سابق للجمعية حينما قام الأمين العام لحزب «البام» بزيارة لبيت رئيس المجلس البلدي للعيون». وأوضح نفس المصدر أن الجمع العام للجمعية شهد حضور جميع الحساسيات السياسية في الجهات الجنوبية الثلاث، بمن فيهم منتخبون استقلاليون، باستثناء المجموعة المحسوبة على ولد الرشيد. وتروم الجمعية الجديدة الدفاع عن الملفات السوسيو اقتصادية، التي تهم الجهات الثلاث، والتنسيق مع البرلمانيين والسلط المحلية في بلورة بعض المشاريع التنموية، ومنح دفعة قوية للوساطة، والتأكيد على أهمية دور الوساطة والمقاربة التشاركية في تدبير شؤون الأقاليم الجنوبية، والمساهمة في النهوض بالأوضاع الاجتماعية والاقتصادية، وتقديم ودعم المبادرات التنموية. من جهة أخرى، كشفت مصادر حزبية عن بدء تحركات لحزب الأصالة والمعاصرة في الصحراء، التي يراهن الحزب على اختراقها، تروم التواصل مع منتخبي الحزب وأطره ورؤساء المجالس الجماعية والقروية بالسمارة وكلميم وطانطان وطاطا، مشيرة إلى أن الأمين العام للحزب سيقوم بزيارة إلى المدن الأربع، بحر هذا الأسبوع، لعقد لقاءات تواصلية غير جماهيرية هدفها الرئيس الاطلاع على أوضاع الحزب التنظيمية بالمدن الأربع. وتأتي الزيارة أياما بعد عقد الأمانة الجهوية ل «البام» يوما تشاوريا لفائدة منتخبي وفعاليات الجهة حول موضوع «إصلاح مدونة الانتخابات وقانون الأحزاب» بمدينة طاطا.