لم يستشعر المواطنون في القنيطرة بعد الإنجازات التي يفتخر بها مسؤولو المدينة في اجتماعاتهم الرسمية حول المخطط الرباعي للتنمية والتأهيل الحضري لمدينة القنيطرة، حيث لا زال العديد منهم مصدوما من هزالة وضعف المشاريع المحدثة في هذا الإطار، في ظل ارتفاع الأصوات المطالبة بفتح تحقيق في الموضوع. وإذا كانت الأرقام الرسمية تشير إلى أن الاعتمادات المبرمجة لتنفيذ هذا المخطط وصلت إلى 423.000.000 درهم، وأن الاعتمادات المعبأة فاقت الرقم المذكور بما مجموعه 36.000.000 درهم، فإن ساكنة المدينة يسودها استياء كبير جراء التماطل والبطء الذي يتسم به إنجاز أشغال بعض المشاريع، التي أوكل إلى العمالة مهمة الإشراف عليها، حيث مرت سنتان تقريبا على التاريخ المحدد لانتهائها، دون أن تعرف إلى حد الآن طريقها إلى الوجود لأسباب وصفتها المصادر بالمجهولة، وإن كانت بعض الجهات تحمل المقاولات المعنية بتنفيذها مسؤولية هذا التأخير، واصفة إياها بالغير مؤهلة، وهو ما يطرح أكثر من تساؤل حول المعايير التي اعتمدت لاختيارها. واستنادا إلى بعض المعطيات، فإن العديد من الدراسات، التي صرفت عليها الأموال الطائلة، لم تحقق النتائج المرجوة منها، بعدما وجد المسؤولون عن تنفيذ هذه المشاريع صعوبة بالغة في اختيار الصيغة الملائمة لإنجاز بعضها، وهو ما يسري على مشروعي تهيئة كل من الساحة الإدارية وساحة مولاي يوسف، حيث تميزت بداية الأشغال فيهما بعشوائية وفوضى لا مثيل لهما. وأتت معاول الهدم على الأخضر واليابس، دونما أي توجيه، قبل أن تصدر التعليمات بإيقاف تلك الأشغال إلى أجل غير مسمى، تاركة الساكنة تعاني الأمرين مع المشاكل المترتبة عن ذلك، سيما المتعلقة منها بالضوضاء والتلوث البيئي وحركة السير والجولان، التي أضحت تشكل خطرا كبيرا على المواطنين في المناطق المذكورة. وكشفت المصادر ما أسمته بالإكراهات التي تعيق تحقيق المخطط الرباعي لأهدافه في القنيطرة، وحددتها في وجود صعوبات مرتبطة بتدبير الصفقات العمومية والمساطر، وانعدام التنسيق بين مختلف المتدخلين، والتركيبة المالية المعقدة لبعض المشاريع، والتأخر في القيام بدراسة عدد منها أو عدم ملاءمتها للاعتمادات المقترحة. وأشارت المصادر نفسها إلى أن نسبة إنجاز المشاريع الخمسة الكبرى المبرمجة في المخطط لم تتجاوز 60 بالمائة بعد، بينما لم تتعد النسبة المتعلقة بالمساحات الخضراء 40 بالمائة، والمنشآت الرياضية والثقافية 30 بالمائة، في حين بلغت نسبة إنجاز المشاريع التي تهم الساحات العمومية 70 بالمائة، في الوقت الذي لا زال السكان يشتكون من المدخل الشمالي للقنيطرة، الذي صار في حالة يرثى لها جراء الإهمال واللامبالاة، ومن الظلام الدامس الذي يسود نصف الشارع الرئيسي للمدينة منذ شهور عدة، رغم أن الوثائق الخاصة ببرنامج التأهيل الرباعي حددت سنة 2009 لانتهاء كافة الأشغال المتعلقة بالمخطط الحضري لمدينة القنيطرة.