أعطت السلطات الإقليمية الضوء الأخضر لمباشرة التحقيقات في ملابسات حادث انهيار قنطرة مشرع بلقصيري، صباح أول أمس، الذي خلف مصرع شخصين وإصابة 14 آخرين بجروح متفاوتة، ستة منهم نقلوا على متن طائرة الهيلوكبتر، بتعليمات ملكية، إلى المستشفى العسكري في الرباط لخطورة إصابتهم، ومن بينهم مستشارة جماعية. وقالت المصادر إن شكيب بورقية، عامل إقليمسيدي قاسم، دعا رؤساء مختلف المصالح والمنتخبين إلى اجتماع طارئ بمقر بلدية بلقصيري، زوال اليوم نفسه، حضره أيضا مسؤولون في الجيش والدرك والأمن والوقاية المدنية، لدراسة جميع التدابير الاستعجالية الواجب اتخاذها لمواجهة تبعات هذه الكارثة، ووضع خطة أمنية محكمة، باعتبار أن القنطرة المنهارة، والمشيدة فوق نهر سبو، كانت تشكل معبرا رئيسيا للناقلات التي تزود العديد من المنشآت الصناعية بالمادة الخام، إضافة إلى أن الحادث تسبب أيضا في تعثر نسبي في عملية توفير الماء الشروب لساكنة المدينة، والمناطق المجاورة، بعد الخسائر الفادحة التي أصيبت بها العديد من قنوات الماء الصالح للشرب. وكشفت المصادر أن هذا اللقاء انبثقت عنه خلية تنسيق عهد إليها بتتبع الوضع، تفاديا لأخطار محتملة، والاشتغال على مدار اليوم لمنع حركة السير في محيط مكان الحادث، ونصب حواجز أمنية للغرض نفسه، سيما بعدما عمت المكان فوضى عارمة، والانكباب على إيجاد الحلول لإعادة الحالة إلى سابق طبيعتها، فيما تم تكليف المختبر العمومي للتجارب والدراسات «LPEE» بالتحري في الأسباب المباشرة التي أدت إلى سقوط القنطرة سالفة الذكر، في الوقت الذي عكفت الشرطة العلمية التابعة لولاية أمن القنيطرة على معاينة مكان الانهيار، والتقاط صور له من زوايا مختلفة، وجمع الأدلة الضرورية. ونفى مصدر مسؤول أن يكون الحادث ناجما عن عمل تخريبي، وقال إن كل المعطيات المتوفرة تشير إلى أن سقوط القنطرة جاء بعد انهيار أعمدتها لضعف قدرتها على التحمل، رغم حداثة بنائها مقارنة بقناطر مجاورة. وأضاف مستطردا «على كل حال، من شأن التحقيقات التي انطلقت أن تكشف في غضون الأيام القليلة القادمة عن ملابسات هذا الموضوع»، بينما أكد مصدر طبي أن الحصيلة النهائية لهذا الحادث بلغت قتيلين و14 جريحا. إلى ذلك، استعانت السلطات الإقليمية بآليات القوات المسلحة الملكية المغربية، وعناصر مركز التكوين في الهندسة العسكرية بالقنيطرة، وعتاد المصالح الجهوية للوقاية المدنية، التي أعلنت حالة استنفار في صفوفها، قصد انتشال الأجزاء الإسمنتية المنهارة من نهر سبو، حيث شوهدت هذه الآليات وهي تصل اتباعا إلى موقع الحادث. من جانب آخر، أشارت مصادر «المساء» إلى أن الملك محمد السادس تعهد شخصيا بتغطية مصاريف علاج المصابين، وأصدر أوامره إلى العامل شكيب بورقية بالإشراف على الوضع الصحي لجميع الضحايا، وتتبع كل التطورات، وإيلاء العناية اللازمة لهم، وتوفير جميع ما يحتاجونه خلال فترة العلاج، وحضور مراسيم دفن ضحيتي الحادث ويتعلق الأمر بإدريس العيساوي (26 سنة) وضحاش حميد (26 سنة) اللذين وُوريا الثرى، عشية أول أمس، في جنازة مهيبة بمقبرة سيدي حسون، في حين ما زال كل من بلاق فتيحة (36 سنة) وخالد بلاق (22سنة) وعبد السلام بلاق (40سنة) وعزيز المجاحد(28 سنة) وكمال العواد (29 سنة) ولفحل إدريس (50سنة)، المصابين بجروح بليغة، يرقدون في وحدة العناية المركزة بالمستشفى العسكري في الرباط.