بعثرت هزيمة المنتخب النسوي المغربي أمام نظيره التونسي بثلاثية مذلة أوراق الناخب الوطني، وحرك الإخفاق مجددا مواجع الكرة المغربية بعد أن باتت حظوظ الوصول إلى أولمبياد لندن 2012 ضعيفة. ولم يكن أكبر المتشائمين يعتقد أن المنتخب النسوي المغربي العائد بفوز من مصر، يعتقد أن لاعبات الفريق الوطني سيعجزن عن مجاراة التونسيات، ويستسلمن أمام عزيمة خصومهن، في مباراة جرت مساء يوم السبت بملعب العبدي بالجديدة، وشهدت سيطرة ميدانية للفريق الشقيق. وأفلحت اللاعبات التونسيات في هزم منتخبنا بنتيجة ثلاثة أهداف دون مقابل، وهي النتيجة التي تهدد المنتخب المغربي بمغادرة المنافسات منذ الدور التمهيدي، بعد أن حسم المنتخب التونسي في أمر تأهله بنسبة كبيرة. ورغم صعوبة الظرفية التي عاشتها التونسيات فإنهن حاولن تخطي عقبة الأحداث السياسية التي تعيشها الشقيقة تونس محولين ذلك إلى شحنة جعلتهن أكثر التئاما على أرضية الميدان، إذ استطعن بروح جماعية وحماس كبير انتزاع احترام وتقدير الجمهور الذي تابع المباراة. ورغم أن المباراة عرفت في بدايتها ضغطا من طرف لاعبات المنتخب المغربي، لكن سرعان ما غيرت التونسيات ملامح المواجهة، ليتمكن من فرض حضورهن على رقعة الملعب، ويحسمن النتيجة بثلاثية افتتحتها اللاعبة التونسية المحترفة بالدوري الكندي مروة الشيبي لتتناوب بعد ذلك المحليات على زيارة شباك المنتخب الوطني. وكان المنتخب الوطني المغربي قد حصل على ضربة جزاء خلال الشوط الأول أهدرتها اللاعبة نسيم سيدي مومن ابتسام الجريدي، والتي كانت كفيلة ببعثرة أوراق المنتخب المغربي الذي عجز عن استعادة الإيقاع فسيطر الإحباط على كثير من اللاعبات، رغم الاستعانة بخدمات المحترفة المغربية ابتسام الحراث، التي قدمت عرضا جيدا في مباراة غاب عنها الانسجام بين العناصر المغربية. ولتقييم الأداء التقني للاعبات فقد أكد الناخب الوطني عابد أوبنعيسى أن الصعوبات الكبرى التي واجهت المنتخب كانت على مستوى حراسة المرمى، الشيء الذي صعب مهمة الدفاع المغربي وجعله يرتكب بعض الأخطاء الفردية التي كلفت المغرب ثلاثة أهداف، مستغربا الأداء الضعيف الذي خالف ما عاينه في القاهرة حين كسب المنتخب المغربي بثلاثة أهداف، وصرح أو بنعيسى خلال الندوة الصحفية أن مشكلة المنتخب النسوي هي عقدة اللعب بالمغرب والضغوطات التي تشكلها على نفسية اللاعبات. أما الناخب التونسي طارق براني فقد أشاد بأداء لاعباته، وأكد أنه كان متخوفا من المنتخب المغربي، مستندا في ذلك إلى المقابلة الودية التي خاضتها المغربيات أمام المصريات، وأبرز أن قوة المنتخب المغربي في وسط الميدان: «لقد تغلبنا على نقطة قوة المنتخب المغربي بالكرات الطوية التي صعبت مهمة وسط الميدان».