كانت أسرتها تتكون من 6 أطفال وأب مسن يعاني من داء السكري وأم أجبرت على التسول لكي تسد رمق أطفالها. ولتوفير المال لشراء الدواء لأبيهما ولجت القاصرة (م.د) ميدان العمل كخادمة في البيوت رفقة أختها الصغرى، ولم تكن تدري أن استيلاءها على المال من منزل مشغلتها لتلبية رغبة خليلها الذي كان يحثها على سرقة المال ومده به لتلبية حاجياته سيقودها إلى وراء القضبان بتهمة السرقة وتقف جنبا إلى جنب مع مبحوث عنه مشارك في عملية الاعتداء على عسكري من رتبة ضابط وتعريضه للسرقة بالعنف تحت طائلة التهديد بالسلاح الأبيض. أحالت مصالح الشرطة القضائية التابعة للأمن الإقليمي بالخميسات على أنظار الوكيل العام للملك بمحكمة الاستئناف بالرباط (م.ز) وهو من مواليد 1986 بدون مهنة، والقاصر (خ.د) من مواليد 1995 بتهمة تكوين عصابة إجرامية وتعدد السرقات والتهديد بواسطة السلاح الأبيض والسرقة المشددة وإلحاق خسائر بملك الغير والسرقة وهتك عرض قاصر، فيما ترى بعض المصادر أن مصالح الأمن لم تتعامل مع هذا الملف بشكل قانوني وشفاف، ذلك أن مشغلى الخادمة ارتكبت تجاوزات خطيرة يعاقب عليها القانون عندما شغلت طفلة بأجر مخجل ولم يستعبد أن تكون قد تعرضت إلى سوء المعاملة، فطفلة في سن هذه الخادمة ينبغي أن تكون حجرة الدرس وليس في غرفة المطبخ، حسب قول المصادر نفسها التي أشارت إلى ضرورة تحديد مسؤولية المشغلة بدل تصوير الخادمة كما لو أنها هي المجرمة. شكاية بالسرقة ترجع وقائع هذه القضية حينما تقدمت سيدة تدعى (ل.أ) إلى مصالح الشرطة القضائية «تادارت» بالخميسات ووضعت شكاية مفادها أنها عادت إلى منزلها قبيل منتصف النهار وناولت خادمتها (م.د) كيسا بلاستيكيا يحوي مبلغا ماليا بقيمة 75 ألف درهم ودفتري شيكات، وطلبت منها أن تضعها في غرفة نومها وتوجهت رفقة أخت الخادمة (خ.د) إلى المطبخ لإعداد وجبة الغداء، غير أنها اكتشفت أن ملون الطعام (زعفران) قد نفد ما جعلها تنادي على الشغالة طالبة منها التوجه إلى دكان الحي لإحضاره، لكن الخادمة خرجت ولم تعد ولماطال انتظارها حاولت البحث عن الكيس البلاستيكي ودفتري الشيكات لكنها لم تجدهما في غرفة النوم، ما جعلها تنتقل إلى بيت أهل الخادمة لاستقصاء الأمر لكنها لم تعثر لها على أثر، غير أن والدها أخبرها أنها اتصلت به هاتفيا في اليوم الموالي وأخبرته بأنها هي التي استولت على المبلغ المالي ودفتري شيكات من منزل مشغلتها . حاولت (ل.ا) الاتصال بالخادمة على الرقم الذي اتصلت منه بوالدتها، لكن الهاتف لم يكن يرد وبمحاولاتها الشخصية عرفت أن الخادمة توجد خارج مدينة الخميسات مع خليل لها يدعى «الكازوي «. المتهمة بالسرقة تقدم نفسها للشرطة
وفي اليوم الموالي تقدمت فتاة قاصر إلى مصالح الشرطة «تادارت» واعترفت بكونها هي التي استولت على المبلغ المالي من غرفة نوم مشغلتها (ل. أ) وكشفت عن مبلغ مالي قدره 2700 درهم كان بحوزتها مفيدة أنه المبلغ الذي بقي لديها من القسط الذي خصصه لها خليلها. وبحضور أمها المتواصل أكدت أنها سلمت المبلغ الذي استولت عليه ل»لكازوي» الذي كان رفقة شخص يدعى «بيكام» حيث غادرا معا مدينة الخميسات إلى مكناس عبر آيت يدين ثم سيدي سليمان، وعند وصولهما اشتريا هاتفين محمولين وثيابا أنيقة قبل أن يعودا إلى الخميسات بعد أن سلمها مبلغا ماليا، ولما حل المساء ساعدها أحد الأشخاص على الاتصال بسيدة تدعى لبنى تقطن قرب المحطة الطرقية لكي تقضي عندها الليلة، وفي الصباح تمكنت مضيفتها (ل.ط) من الاستيلاء على القسط الأكبر من المال الذي كان بحوزتها وطلبت منها أن تخبر أهلها أو رجال الشرطة بأنها تعرضت للسرقة بالعنف من أشخاص لا تعرفهم. وتبين عند تنقيط هوية (ل.ط) المزدادة قي سنة 1983 والتي ليس لها عنوان قار أنها متابعة في أكثر من 18 قضية . ولما علمت عند رجوعها إلى الخميسات أن أمرها قد افتضح وأن رجال الأمن يبحثون عنها قررت تقديم نفسها. وعند نهاية الاستماع إليها وتحرير محاضر في الموضوع، تم وضعها تحت الحراسة النظرية فيما تقرر مواصلة البحث عن باقي المتورطين في القضية . محاولة إيقاف المتورطين الآخرين داهم رجال الأمن المكلفين بالقضية محل سكنى المتهم «الكازوي» بحي الرتاحة، أحد الأحياء الشعبية الهامشية بمدينة الخميسات، حيث سقط في الكمين وتم إيقافه في الحين وحجز لديه مبلغ مالي قدره 17400 درهما كان بحوزته كما دل رجال الأمن على هاتفين محمولين اشتراهما في مكناس كانا مدفونين تحت التراب بمنطقة قريبة من منزل أسرته. وتم الانتقال رفقته إلى مشاركه «رشيد» غير أنه لما أحس برجال الأمن فر عبر السطوح. لتنتقل عناصر الأمن إلى مكناس لإيقاف المدعوة السيدة التي أوت الخادمة وبمساعدة من الشرطة الولائية للمدينة انتقلت إلى سكنى عائلتها حيث أفادت أمها أن ابنتها توجد في حالة فرار. وعند تنقيط هويتها تبين أنها ذات سوابق عدلية. اعترافات المتهم عند تنقيط (م.ز) على الناظم الآلي تبين أن له سوابق عدلية، وأنه أدين بسنتين وخمس سنوات وهو مبحوث عنه في قضية السرقة بالتسلق واستغلال قاصر في تنفيذ السرقة وهتك عرضها، كما أقر بتنفيذ السرقة بالتسلق من منزل جيرانه واستولى على زربيتين وثلاثة أكياس من القمح وطيور. واعترف بأنه كان ضمن العصابة التي اعتدت على عسكري برتبة قائد قبل ثلاثة أشهر وتسببت له في جروح متفاوتة الخطورة، حيث رمي به بالقرب من سيارته، التي لم تنج هي الأخرى من تكسير زجاجها، كما لوحظ أن ما بداخلها مبعثر ما يعني أنها تعرضت بعد الاعتداء على الجندي إلى عملية تفتيش للبحث عن أشياء ثمينة لسرقتها. وأكد أن مشاركه رشيد الذي يوجد في حالة فرار احتفظ بمبلغ مهم من المال الذي وجد الآن بحوزته. وتمكنت الفرقة الأمنية خلال عملية تمشيط واسعة قامت بها بالقرب من مسرح الجريمة بعد جمعها لمعطيات من القبض على 6 شبان تم تقديمهم للعدالة بتهمة تكوين عصابة إجرامية، والضرب والجرح والتهديد بالسلاح الأبيض وتعدد السرقات، وإلحاق خسائر مادية بملك الغير بينما تمكن هو من الفرار والاختفاء عن الأنظار إلى حين القبض عليه في قضية الخادمة.