ترتبط صورة الرياضيين في ذاكرة المتتبعين بما يقدمونه من أداء فوق أرضية الميدان، وما يحققونه من ألقاب، لكن خلف هذا الوجه الرياضي، هناك وجه آخر خفي. في هذه السلسلة من الحوارات تقدم «المساء» للقارئ ما لا يعرفه عن الرياضيين. - كيف دخل حميدوش عالم التدريب؟ < أتذكر أن علاقتي الأولى بالتدريب بدأت وأنا لا أزال لاعبا في صفوف فريق النادي المكناسي لكرة القدم، ففي سنة 1968 نظمت عصبة مكناس تدريبا في مجال التدريب، فطلب مني الراحل قاسم بنونة أن أسجل اسمي ضمن لائحة المستفيدين من التدريب. أبديت تحفظي في البداية، لكن تحت إلحاحه خضت التدريب وأنهيته في المرتبة الأولى، وهو الأمر الذي سمح لي بخوض تدريب ثان بالرباط نظمته الجامعة، فكنت الأول على الدفعة. - ومتى مارست التدريب لأول مرة؟ < في موسم 1974/1975 فقد عملت مساعدا للمدرب البلغاري ماندورو الذي كان يدرب النادي المكناسي، وفي الموسم الموالي، كان المسؤولون ينتظرون عودته من كندا ليقود الفريق، إلا أنه تخلف عن العودة، وهو الأمر الذي دفع بهم إلى وضع الثقة في لأشرف على تدريب الفريق وتمكنت من قيادته إلى احتلال المرتبة الثالثة. - لكنك ارتبطت بفريق النادي المكناسي لفترة طويلة؟ < بالتأكيد، فقد كنت مدربا ولاعبا في الوقت نفسه، وقد بقيت مرتبطا بالفريق كمدرب منذ سنة 1974 إلى غاية سنة 1988، باستثناء الفترة التي أشرفت فيها على تدريب المنتخب الوطني مابين 1979 و1982، حيث عوضني المدرب السطاتي. - ما الذي بقي عالقا في ذاكرتك عن هذه المرحلة؟ < عندما كنت لاعبا ومدربا للفريق، كنت أبقى احتياطيا، وعندما كانت الأمور تتعقد كان الجمهور يطلب مني أن أدعم صفوف الفريق كلاعب، وفي كثير من المرات أحرزت أهدافا حاسمة للفريق. - كم كان راتبك وقتها؟ < طيلة المدة التي عملت فيها مع النادي المكناسي، لم أكن أتقاضى أي راتب، فقد كانت العلاقة الروحية التي تربطني بالفريق هي المحرك بالنسبة إلي، ورغم توصلي بمجموعة من العروض فلم أدرب أي فريق بالمغرب من غير النادي المكناسي، إلا بعدما انفصلت عنه، حيث دربت مولودية وجدة والكوكب المراكشي، بل إن الأخير أحرزته مع كأس العرش في سنة 1989 على حساب نهضة بركان، وأصبحت بواسطة هذا اللقب أول من أحرز هذا اللقب في المعرب لاعبا ومدربا. - وتدريبك للمنتخب كيف جاء؟ < أذكر أن عددا من المدربين المغاربة خاضوا تكوينا تحت إشراف الفرنسي هيدالغو والروماني كوفاكش، واذكر انهما معا، قال لي إنني مدرب المستقبل بالنسبة للمنتخب الوطني. عندما سمعت كلامهما ضحكت، وبدا لي الأمر كما لو أنه مجاملة، لكن هذا الأمر سيتأكد لاحقا وقدت المنتخب الوطني فعلا. - ألم تجد نفسك ملزما بالتوقف عن الدراسة لمزاولة الكرة؟ < لقد نلت البكالوريا سنة 1961 في فرنسا، حيث كنت أزاوج بين الدراسة والكرة. - وكيف جاء انتقالك إلى فرنسا لتكمل بها دراستك؟ < لذلك حكاية خاصة، فقد كنت مولعا بالسفر إلى مجموعة من البلدان، بل وزرت حتى البرازيل والأرجنتين لأتعرف عن مدارسها في التدريب، وحدث أن رحلت إلى فرنسا وكنت أزاول الكرة في البحر بمنطقة فاندوم، فأثرت انتباه مسؤولي أحد الفرق الهاوية هناك، فطلبوا مني الالتحاق بفريقهم، فأخبرتهم أنني لازلت أتابع دراستي، فأكدوا لي أن بإمكاني متابعتها بفرنسا، فانتقلت إلى هناك، وكنت أحرز الأهداف بانتظام للفريق حتى بات اسمي معروفا والتحقت بالفريق الوطني. - وتوقفت عن الدراسة؟ < فعلا بعد البكالوريا لم أتابع دراستي، فقد شغلتني الكرة. - وخارج الرياضة ما هي اهتماماتك الأخرى؟ < المطالعة إذ أقرأ بشكل متواصل إضافة إلى السفر فهو يمثل بالنسبة إلي متعة خاصة. - وهواياتك؟ < التنس ومشاهدة الأفلام. - وأين تفضل قضاء عطلتك؟ < بشاطئ ريتسنكا حيث أتوفر على سكن مطل على البحر، كما انني في بعض الأحيان أنتقل إلى فرنسا أو إسبانيا. - وما هي أفضل أوقاتك؟ < عندما أكون مع العائلة وسط الأبناء والأحفاد. - وماهو اللون الموسيقي المفضل بالنسبة إليك؟ < الموسيقى المغربية بشكل عام والشعبية على وجه الخصوص.