ترتبط صورة الرياضيين في ذاكرة المتتبعين بما يقدمونه من آداء فوق أرضية الميدان، وما يحققونه من ألقاب، لكن خلف هذا الوجه الرياضي، هناك وجه آخر خفي. في هذه السلسلة من الحوارات تقدم «المساء» للقارئ مالا يعرفه عن الرياضيين. - لو لم تكن مدربا ما هي المهنة التي كنت تعتقد أنك ستمارسها؟ < بحكم دراستي للمعلوميات، فربما كنت سأتخصص في هذا المجال. - عندما كنت لاعبا في صفوف الرجاء كنت تقوم قبل المباريات بشحذ مسامير حذائك على حائط مستودع الملابس، كيف لازمتك هذه العادة؟ < في البداية كنت أقوم بهذه العملية لنزع التراب من مسامير الحذاء، تماما كما يفعل الثور لحظة خروجه من الحظيرة، ثم في مرحلة سابقة ظلت هذه العادة ملازمة لي وأصبحت أتفاءل بها، فقد كنت كمن يقوم بشحذ حذائه استعدادا للمباراة. - والحذاء الذي كنت تقوم بشحذه، هل لازلت تحتفظ به؟ < لقد لعبت بهذا الحذاء ما بين ست إلى سبع سنوات، كنت أتفاءل به، وكنت أقوم بإصلاحه، وعندما استنفذ مدة صلاحيته غيرته، وقد بقي عندي مدة طويلة قبل أن يتلاشى بشكل نهائي. - وكيف أصبحت مدربا؟ < لم أخطط لأصبح مدربا، ودخلت هذا المجال بالصدفة، فعندما أنهيت مشواري الكروي بشكل مبكر بقيت حريصا على متابعة مباريات فريق الرجاء، كنت ألتقي بزملائي السابقين في الفريق، وأعطي ملاحظاتي بخصوص الطريقة التي دارت بها المباراة. وعندما أصبح العماري رحمه الله مدربا للفريق، اقترحني بعض اللاعبين عليه كمستشار تقني بحكم قربي من اللاعبين، فوافق، ولقنني أول النصائح في علم التدريب. - ماذا قال لك؟ < قال لي إن الكرة فيها الكثير من الفرح، ومع ذلك فكمدرب لا تنتظر أن تسمع كلمة شكرا أو برافو أو أن يتم الاعتراف بما تقدمه، وكانت نصائح غالية استفدت منها طيلة مشواري الكروي، لكنني لم أواصل العمل مع العماري ضمن كبار الفريق، إذ أن محمد الصحراوي المدرب السابق للوداد، قال لي مادمت اخترت عالم التدريب، فمن الأفضل أن تبدأ من القاعدة، وليس من القمة، فإذا فشلت فإن السقوط سيكون كبيرا وقد تنتهي بسرعة. فأخذت بنصيحته وبدأت العمل مع شبان الرجاء. - كيف تستطيع في ظل انشغالاتك بميدان التدريب أن ترعى شؤون أسرتك؟ < أولا أنا مقصر في هذا الجانب فالتدريب يأخذ كامل وقتي، لذلك فإنني أرمي بثقل الأسرة على زوجتي. - خصوصا أنها بدورها من عائلة رياضية؟ < فعلا فهي ابنة مسؤول سابق في الرجاء، وتحاول دائما أن تسد الفراغ الذي أتركه، وإن كان دور الأب في العملية التربوية مهما. ففي الغالب لا أقضي وقتا طويلا مع الأبناء، إذ أصل متأخرا إلى المنزل، وأجد أنهم قد ناموا، لذلك فإنني أراهم فقط في المرآة الداخلية للسيارة عندما أصحبهم إلى المدرسة. - وأين تقضي عطلتك؟ < للأسف فمنذ 24 سنة لم أستفد من العطلة، فالتدريب يأخذ كل وقتي، وعندما ينتهي الموسم الكروي أجد نفسي ملزما بإعداد تقرير عن حصيلة عملي لأسلمه للمسؤولين ، ثم أبدأ في التحضير للموسم المقبل. كما أنه طيلة هذه المدة لم أتغيب ولو عن حصة تدريبية واحدة، باستثناء عندما كنت مدربا لحسنية أكادير في الموسم الثاني، إذ سافرت إلى ألمانيا من أجل الخضوع إلى تكوين في مجال التدريب، وكان ذلك باتفاق مع مسؤولي الفريق. - وما هي أحب الأوقات لديك؟ < إذا قلت لك عندما أكون في الملعب سأجانب الحقيقة، فضغط المباريات كبير، لكن أحب الأوقات عندما أكون في البحر أو الغابة، حيث أكون بعيدا عن صخب الملاعب. - تجيد الطبخ، فما هي أنواع الأطعمة التي تحسن إعدادها؟ < لقد تعلمت الطبخ عندما كنت أقضي عطلة الصيف في المخيم مع زملائي في الرجاء كالظلمي وفتحي والأندلسي وبتي عمر...، فقد كنت أتكلف بإعداد الأطباق لهم، وكنت أقول لهم مازحا، لقد تعلمت الطبخ فيكم، أما بالنسبة للأكلة التي أحسن إعدادها فأعتقد أنها السمك. - وما هي الأنواع الموسيقية التي تطربك؟ < كنت دائما أفضل الموسيقى الكلاسيكية، فبالنسبة للعرب كنت أستمع لأم كلثوم ومحمد عبد الوهاب وعبد الحليم حافظ وفريد الأطرش وفيروز، ومن خلال كلمات أغاني هؤلاء المطربين وبالأخص أم كلثوم تعلمت اللغة العربية. أما بالنسبة الموسيقى الغربية فكنت أستمع لجاك بريل وإديث بياف و جيلبير إيكو وغيرهم... دون أن أغفل أيضا الأغنية المغربية سواء مع محمد فويتح أو عبد الهادي بلخياط أو عبد الوهاب الدكالي أو المجموعات الغنائية كلمشاهب وناس الغيوان. - هل درست الموسيقى؟ < في إعدادية ليوطي كان متاحا لنا دراسة الموسيقى، لكن حصص الموسيقى كانت اختيارية، لذلك كنت أفضل أن ألعب الكرة رفقة زملائي أمام المدرسة. واليوم أشعر بالندم لأنني لم أدرس الموسيقى. - هل لديك أصدقاء من الوسط الفني؟ < بالطبع العربي باطما رحمه الله كان من أعز أصدقائي إضافة إلى الداسوكين والزعري.