عبرت فعاليات جمعوية عن امتعاضها من الإعلان، بشكل متأخر، عن تنظيم المهرجان الوطني للسينما بطنجة في الفترة الممتدة ما بين الواحد والعشرين والتاسع والعشرين من الشهر الجاري، وهي الفترة التي تعرف تنظيم النسخة الثانية ل«موفي ميد» الذي تنطلق فعالياته في الواحد والعشرين من الشهر ذاته. واعتبر مصدر جمعوي أن اختيار المركز السينمائي التاريخ السالف ذكره لا يخلو من «رمزية»، لعدة أسباب، أولها أن المسؤولين كانوا يعلمون تاريخ تنظيم «موفي ميد»، وثاني الأسباب أن التزامن لا يمكن عزله عن إحساس نور الدين الصايل بالغضب من احتجاج غرفة التجارة بورزازات على ما وصفته بتهميشها. وأضاف المصدر أن تنظيم المهرجان الوطني للسينما في نفس توقيت احتضان ورزازات لتظاهرة «موفي ميد» يعطي، أولا، مدير المركز السينمائي المغربي المسوغ والمبرر للتغيب عن التظاهرة، كما حصل في اجتماعات سابقة، كما أن التزامن محاولة لإفراغ التظاهرة السياحية والسينمائية من أي محتوى ومحاولة من التنصل من فشل محتمل للتظاهرة بالمغرب. وفي السياق ذاته، وجب التذكير أن غرفة التجارة والصناعة والخدمات في ورزازات كانت قد اتهمت، مؤخرا، نور الدين الصايل بتهميشها وتغييبها عن تظاهرة «موفي ميد»، وعبر أعضاء المكتب المسير للغرفة عن تأسفهم للتغييب والإقصاء الممنْهَج لمؤسسة الغرفة من المشاركة في فعاليات هذه التظاهرة. وفي ارتباط بالموضرع، أكد المصدر أن كل المؤشرات تدل على فشل تظاهرة «موفي ميد» في تحقيق ما حققته في دول متوسطية أخرى، إذ تراجع عدد الفنادق السياحية بشكل ملحوظ، بعد إغلاق فندق «بلير» الذي كان يشغل 275 فردا في يونيو2009 ، كما تم الإعلان عن إغلاق فندق «أزكور كنزي» الذي كان يشغل 120 شخصا، وثاني المؤشرات أن الصناعة السينمائية في منطقة «ورزازات» تراجعت بشكل يجعل مشروع «لجنة الفيلم بورزازات» أمام محك الاستمرارية وتبرير الميزانية التي خصصت له. يذكر أن المغرب يشكل أحد شركاء «مشروع موفيميد»، الذي يعتبر -بنظر البعض- شبكة أورومتوسطية للفاعلين الخواص والعموميين في قطاعي السياحة والإنتاج السمعي البصري في الفضاء المتوسطي، ويعتبر الشركاء في «لقاءات موفيميد» أن الإنتاج السمعي البصري يخلق عائدات اقتصادية هامة، لاسيما في المجالين السياحي والإعلامي بمختلف تفرعاته، «إلا أن المؤشرات السلبية التي تخيم على ورزازات على المستوى السياحي والسمعي البصري لا تتناغم مع شعارات وأحلام أصحاب التظاهرة، مما يحولها إلى مجرد جولات سياحية»، يقول المصدر.