بعد أن كرس توجهه العالمي مهرجان مراكش الدولي تتويج واعتراف بالمنجز السينمائي المغربي تنطلق فعاليات النسخة العاشرة لمهرجان مراكش الدولي للفيلم من ثالث إلى الحادي عشر من شهر دجنبر 2010، وهي الدورة التي سيترأس لجنة تحكيمها، الممثل الأمريكي جون مالكوفيتش، ومع هذه الأسماء السينمائية الكبيرة والبارزة يوقع مهرجان مراكش على عالميته، وبدون منازع. بعد أن كرس توجهه العالمي يواصل المهرجان الدولي للفيلم بمراكش استقطاب كبار نجوم السينما العالمية لهذا الحدث الدولي بكل المقاييس، مهرجان مراكش السينمائي الذي أصبح اليوم قبلة للسينمائيين وصناع الفن السابع من مختلف بقاع العالم، استطاع في فترة وجيزة أن يستقطب جمهورا واسعا وعريضا، ولازال يجذب أسماء مؤثرة وفاعلة في مسار السينما العالمية. ويأتي تنظيم مهرجان مراكش الدولي للفيلم سنويا تتويجا واعترافا بالمسار التصاعدي الذي توقع عليه السينما المغربية وبعد تصاعد وثيرة الإنتاج السينمائي الوطني، بالمقارنة مع جيرانها وحتى المقارنة مع دول عربية عريقة في مجال الإنتاج الدرامي والتلفزيوني. تنطلق إذن، فعاليات مهرجان مراكش السينمائي والأعمال السينمائية المغربية المنتجة خلال العقدين الأخيرين تمكنت من أن تستقطب جمهورا مغربيا كبيرا لم تكن السينما المغربية تعهده من قبل، واستطاع مخرجون مغاربة شباب ومخضرمون أن يقدموا أعمالا توفر للمشاهد متعة الفرجة، ومساحات للتفكير والنقاش، وشهد ما تبقى من قاعات سينمائية في المغرب إقبالا كبيرا كلما حمل "الأفيش" عنوانا سينمائيا مغربيا. لقد عمل المغرب على ترسيخ سياسة سينمائية وطنية حقيقية، تضمن استمرارية الإنتاج السينمائي المغربي وعرضه داخل القاعات السينمائية الوطنية، وهكذا انخرط بلدنا في سياسة دعم العمل السينمائي منذ سبعينيات وثمانينيات القرن الماضي، بشكل تدريجي، وعمل على تطويره خلال تسعينيات القرن الماضي ، ثم بشكل أقوى مع بداية هذا القرن، وذلك من خلال دعم المنتجين عبر صندوق التسبيق على المداخيل، وهي آلية بسيطة، يجري العمل بها في معظم البلدان الأوروبية وخاصة منها فرنسا، ويمنح صندوق الدعم السينمائي التسبيق على المداخيل، لكل مؤسسة منظمة تتوفر على مشروع متكامل، ويتم تسديده على مراحل، وهي آلية ساعدت في خلق علاقة تعاقدية بين شركات الإنتاج والدولة، وفي مضاعفة عدد الأفلام التي تنتج كل سنة، والتي انتقل عددها من خمسة أو ستة في الماضي إلى حوالي 15 عملا سينمائيا في السنة حاليا، في أفق الوصول إلى إنتاج 18 فيلما سنويا، و20 فيلما خلال السنوات المقبلة. وتنعقد الدورة العاشرة للمهرجان الدولي للسينما بمدينة مراكش بعد أن توجت السينما المغربية بعدة جوائز في مهرجانات سينمائية وطنية عربية ودولية، وتم الاحتفاء بالسينما المغربية التي كانت ضيفة على مجموعة من المهرجانات العربية والدولية، وينظم المغرب مهرجانات سينمائية عديدة بتيمات مختلفة ومتنوعة عبر جهات ومدن المملكة طيلة السنة، ويعتبر مهرجان مراكش السنوي للفيلم الدولي من ابرز المهرجانات السينمائية الوطنية والدولية. بعد كل هذه الطفرة التي حقتها السينما المغربية في السنوات الأخيرة، وفي ظل هذا التصاعد الكمي للإنتاج الفيلمي، يستحق المغرب عن جدارة واستحقاق أن يكون له مهرجانه السينمائي الدولي، وهو ما يؤكده المهرجان الدولي للفيلم بمراكش منذ دورته الأولى إلى العاشرة حضوره القوي كتظاهرة سينمائية عالمية بفضل انفتاحه على كل التجارب السينمائية العالمية. سعيد فردي ناقد فني / صحفي بمجلة كنال أوجوردوي نرجو ذكر المصدر والكاتب معا عند الاستفادة