توقفت حركة نقل الحاويات في ميناء طنجة المتوسطي، أول أمس، بعدما خاض عمال شركة «أ.ب.م. ترمنال طنجة» إضرابا عن العمل، احتجاجا على عدم استجابة الشركة لمطالبهم التي وصفوها ب«المشروعة». وقد اعتصم أزيد من 150 عاملا في المدخل الرئيسي للميناء، فيما ظلت أعداد العمال تتزايد مع توالي الساعات، ورفع المحتجون لافتات تعبر عن «استنكارهم وتذمرهم من قرارات الشركة» التي وصفوها ب«التعسفية»، عندما عمدت إلى طرد مجموعة من العمال، بسبب خوضهم إضرابا في وقت سابق. وقالت مصادر نقابية إن إدارة الشركة كانت تحاول إفشال الإضراب، إذ اتصلت بمجموعة من العمال تخبرهم أن اليوم الذي كان مقررا فيه خوض الإضراب هو يوم «عطلة»، لأن البواخر المحملة بالحاويات لن تدخل الميناء... وأضافت نفس المصادر أن الشركة حوّلت وجهة البواخر نحو ميناء الجزيرة الخضراء، في محاولة منها لإفشال الإضراب ورفع حالة «البلوكاج» الذي كان من المتوقَّع أن يشهده الميناء، في حالة دخول البواخر وعدم وجود المستخدَمين الذين يعملون على نقل الحاويات. وأفادت نفس المصادر أن نقابة العمال سبق لها أن هددت بخوض هذا الإضراب إذا لم تستجب الشركة لمطالبها، التي وصفتها ب«البسيطة»، وعلى رأسها عودة العمال المطرودين لمزاولة عملهم، وهو المطلب التي تقول الإدارة إنه يستحيل تحقيقه. وأصدرت نقابة العمال بيانا، عقب جمعها العام الأخير، استنكرت فيه ما قالت إنه «تجاهل السلطات المحلية لمعاناتهم مع إدارة الشركة» واتخاذها موقف المتفرج، على حد تعبير البلاغ، رغم المراسلات التي توصلت بها بشأن خروقات الشركة، التي قالوا إنها تحاول «الإجهاز على العمل النقابي داخل الميناء». واتهم العمال الإدارة ب«تهديدهم وترهيبهم وإهانة كرامتهم» وبتعمدها «ضرب العمل النقابي ومحاربته، من خلال طردها مجموعة من العمال، من بينهم مسؤول نقابي وممثل العمال في لجنة المقاولة». ويُتوقَّع أن يزيد هذا الإضراب من حدة الصراعات بين الإدارة والعمال، ولم تستبعد مصادر مطلعة اتخاذ الشركة قرارات طرد أخرى في صفوف بعض العمال، الذين تتهمهم الشركة بالتحريض على الإضراب وتوقيف العمل بشكل مُنافٍ للقانون. وقد يتكبد ميناء طنجة المتوسطي خسائر مالية أخرى، خصوصا أن العمال يقولون إن إضرابهم قد نجح، رغم مساعي الإدارة لإفشاله، وربما تكون هذه الخسائر شبيهة بالخسائر التي تكبدها الميناء نتيجة إضرابات سابقة خاضها نفس العمال، والتي صلت إلى ملايين الدراهم، بعدما حوّلت أزيد من 35 ألف حاوية وجهتها من ميناء طنجة نحو ميناء الجزيرة الخضراء، بسبب الإضرابات.