تعتبر الموانئ الحديثة التشييد واليد العاملة الرخيصة وسرعة انجاز أعمال التفريغ والحمولة من العوامل الأساسية لجذب المستثمرين في الأعمال التجارية والنقل البحري. وهذه هي إحدى خصائص ميناء طنجة-المتوسط. وتفيد المعلومات الواردة في وسائل الإعلام أن أعداد المسافرين الذين يجتازون مضيق جبل طارق انخفضت بمعدل 15% في الجزيرة الخضراء بينما تراجعت نسبة حاويات الشحن في نفس الميناء بنسبة 20% و كل ذلك لفائدة ميناء طنجة-المتوسط الذي يبعد ب 14 كلم فقط عن الميناء المذكور. فمن جهة تسببت الأزمة الاقتصادية في تراجع عدد المسافرين الذين يستخدمون الجزيرة الخضراء للعبور إلى المغرب حيث مر بالفعل هذا العام من خلال نقطة العبور في الجزيرة الخضراء نحو نصف مليون شخص و175 ألف سيارة معظمهم من المغاربة القاطنين في أوروبا والذين يعودون إلى المغرب لقضاء الصيف. هذا وعزى أحد مسؤولي الحرس المدني الاسباني في الجزيرة الخضراء أن الهدوء السائد هذا العام في حركة النقل يعود إلى الأزمة التي ضربت قطاع المهاجرين منذ العام الماضي، وكذلك انعكست الأزمة على تجارة المخدرات حيث تراجعت الكميات المصادرة هذا العام بشكل ملحوظ. ومن جهة ثانية، دفع تراجع حركة شحن الحاويات في ميناء الجزيرة الخضراء سلطات الميناء إلى التفكير في خفض الرسوم، بينما سجل ميناء طنجة-المتوسط نموا هاما تجاوز معدل 40% في النصف الأول لعام 2010. وتعزى أسباب نمو الحركة في ميناء طنجة إلى أن الشركات تلجأ إلى الميناء الذي تكون فيه الرسوم أخفض مقارنة بغيره وهو ما ينطبق على ميناء طنجة حيث أن أجور العمل فيه اخفض، ولذا وعلى سبيل المثال تشاهد الشاحنات الهولندية الضخمة تنتقل إلى المغرب فقط لشحن الجمبري المقشر والعودة به من جديد إلى بلادهم. هذا وأمام هذه المنافسة لجأت سلطات الجزيرة الخضراء إلى استخدام المحطة نصف الآلية الأولى على البحر المتوسط والتي لا تحتاج إلى مزيد من العمال، حيث أشارت السلطات البحرية في الميناء قائلة "إما نفعل ذلك أو أن الشركات ستذهب إلى الجهة المنافسة لنا"، بينما المعارك التجارية في ميناء طنجة –المتوسط مستمرة في كل الأحوال.