هددت نقابة عمال محطة حاويات APM بميناء طنجة المتوسطي، المنضوين تحت لواء الاتحاد المغربي للشغل، بخوض إضراب إنذاري لمدة 24 ساعة قابلة للتجديد في أي وقت يرونه مناسبا، وذلك ردا على ما قالوا إنها «خروقات وتعسفات الإدارة التي تصر على إذلالهم واستبعادهم والإجهاز على حقوقهم ومكتسباتهم». وعقدت نقابة العمال جمعها العام نهاية الأسبوع الماضي حضره ممثلون عن الاتحاد الجهوي لنقابات طنجة، والاتحاد النقابي لعمال الموانئ تدارسوا فيه وضعية عمال محطة حاويات APM والمضايقات التي يتعرضون لها من لدن الإدارة. واتهم البيان الإدارة بتهديدهم وترهيبهم وإهانة كرامتهم، وتعمدها ضرب العمل النقابي ومحاربته من خلال طردها مجموعة من العمال من بينهم مسؤول نقابي وممثل العمال في لجنة المقاولة. واستنكر البيان، الذي أصدره العمال عقب الجمع العام تجاهل السلطات المحلية معاناتهم مع إدارة الشركة، واتخاذها موقف المتفرج على حد تعبير البيان، رغم المراسلات التي توصلت بها بشأن خروقات الشركة، التي قالوا إنها تحاول الإجهاز على العمل النقابي داخل الميناء. من جهته، نفى مسؤول داخل شركة «أ.ب.م ترمنال طنجة»، الاتهامات التي يوجهها العمال لإدارة الشركة، مؤكدا أن الحوار مازال مستمرا مع نقابة العمال. وصرح نفس المسؤول بأن الشركة لن تتراجع عن قرار الطرد في حق العمال، الذين قال إنهم ارتكبوا أخطاء مهنية تستوجب في نظره الطرد، حسب ما ينص عليه قانون الشغل. وقال المصدر نفسه إن النقابة لديها مقترح وحيد وهو إرجاع العمال، وهو المقترح الذي ترفضه الإدارة، لكنها لا تتوفر بالمقابل، والكلام لنفس المسؤول، على مقترحات أخرى لتطوير العمل داخل الشركة بما يخدم مصلحة الطرفين، مشيرا في نفس الوقت إلى أن الشركة ماضية في اتجاه الدعم الاجتماعي للعمال ولا تنتظر نتائج الحوار مع النقابة من أجل القيام بذلك. من جانبها، أكدت النقابة الوطنية لعمال الموانئ بالمغرب تضامنها التام مع عمال محطة حاويات APM، وطالبت السلطات المحلية والجهات الوصية على القطاع جهويا ووطنيا بالتدخل العاجل لحل جميع المشاكل المفتعلة من لدن الإدارة تفاديا لأي توتر اجتماعي يشمل باقي الموانئ المغربية. وفي السياق نفسه أدت إضرابات سابقة خاضها عمال بشركة «أ.ب.م ترمنال طنجة»، إلى تكبد ميناء طنجة المتوسطي خسائر مالية مهمة وصلت إلى ملايين الدراهم، بعدما حوّلت أزيد من 35 ألف حاوية وجهتها من ميناء طنجة نحو ميناء الجزيرة الخضراء، بسبب الإضرابات التي قادها العمال خلال الأيام الماضية. وتقول مصادر نقابية إن الإضراب جاء بعد رفض الشركة التجاوب مع مطالبهم، التي قالوا إنها بسيطة ومشروعة، إذ كان بإمكان مسؤولي الشركة تفادي هذا الإضراب من خلال فتح حوار مع العمال لمناقشة مطالبهم البسيطة بدل أن تخسر الملايين من الدراهم، التي استفاد منها ميناء الجزيرة الخضراء بشكل مجاني. وتضيف نفس المصادر أن الصراعات ما تزال مشتعلة بين عمال شركة «أ.ب.م ترمنال طنجة» وبين إدارة الشركة بسبب التضييقات التي يقول العمال إن الشركة تمارسها ضد عملهم النقابي المشروع، فضلا عن التهديدات والتخويفات والإهانات التي يتلقونها بشكل يومي من قبل أحد المسؤولين بالشركة. ويطالب العمال إدارة الشركة بإعادة النظر في قرارات الطرد التي اتخذتها في حق عدد من العمال بسبب ممارستهم عملهم النقابي والنضالي، كما يؤكدون على ضرورة فتح باب الحوار مع المكتب النقابي للعمال من أجل مناقشة ملفهم المطلبي.