ما زال ما يقرب من 300 أسرة تقطن بدوار «البورصي» الصفيحي، الذي أدرج في إطار التقسيم الانتخابي الأخير ضمن «النفوذ الترابي» للجماعة الحضرية لفاس، يضطرون للجوء إلى ضوء الشمعة والقنديل، لإنارة لياليهم، في انتظار استجابة السلطات المحلية لشكاياتهم، التي «تلتمس» تحويل الدوار من «منطقة عازلة» إلى منطقة حضرية. وإلى جانب عدم ربط منازل سكان هذا الحي الصفيحي بالكهرباء، فإن أماكنه «العمومية» تعاني بدورها من الظلمة، ما يزرع في نفوس أسره «الرعب» مع اقتراب كل غروب شمس. ويعد هذا الدوار، الذي يُقدَّم على أنه من مَعاقل الاتحاديين في المدينة، من أقدم الأحياء الصفيحية في جهة فاس ويعود ظهوره إلى عهد «سيطرة» المعمِّرين الفرنسيين على القطاع الفلاحي في الجهة، واستقدامهم اليد الفلاحية العاملة، التي سكنت في هوامش ضيعات فلاح فرنسي عُرف باسم «بورصي». وازداد الحي اتساعا، في مرحلة استقلال المغرب، قبل إيقاف زحف البنايات الصفيحية فيه. ويطالب سكان الحي السلطات بإعادة إسكانهم في نفس المنطقة، مع تزويدهم بالتجهيزات الضرورية. وكان البرلماني الاتحادي محمد جوهر قد قام ب«تدخلات» لدى الوزير الاستقلالي، توفيق احجيرة، المكلف بملف الإسكان، لكن هذه «التدخلات» لم يتبعها أي جواب، ما جعل رئيس ودادية الحي يتخوف من «مضاربات عقارية» يمكنها أن تنعكس سلبا على هذا الدوار لأنه، في نظره، يوجد في منطقة إستراتيجية تغذّي أطماع المنعشين العقاريين. ويوجد الحي في نطاق المجال الذي تطالب جماعة أولاد الطيب القروية بإرجاعه إلى نفوذها، بمبرر أن السلطات قد بنت قرار إلحاقه بالجماعة الحضرية لفاس على التقسيم الانتخابي، دون الاستناد إلى أي تقسيم إداري جديد يتضمن الخريطة الجديدة للمدينة ويحدد أطرافها. وتحدث الاتحادي الحسين علا، رئيس «ودادية الوحدة» لدوار البورصي» عن «إهمال» يعانيه هذا الدوار، موردا أن الشركة المكلفة بجمع أزبال فاس لا تصل إلى هذا الحي، الذي تحول -حسب تعبيره- إلى مزبلة كبيرة. ووجهت ودادية الحي رسالة إلى رئيس مقاطعة سايس، الاستقلالي حميد فتاح، «تلتمس» منه التدخل لدى شركة النظافة، لجمع نفايات الحي، ولو مرة في كل نصف شهر، إلا أنها، حسب تعبير رئيس الودادية، لم تتلق أي جواب.