قادت «ل. ب»، عميدة أمن بالمنطقة الثالثة بفاس تدخلا أمنيا، صباح أول أمس الاثنين، لتفريق وقفة احتجاجية لسكان دوار الحاج ادريس بمنطقة المرينيين. وعدت هذه المسؤولة الأمنية، بهذه الخطوة، أول امرأة مغربية تقود رجال الأمن وتتدخل لتفريق محتجين، منذ دخول العنصر النسوي إلى سلك الأمن بالمغرب. واستعانت العميدة «ل. ب» بما يقرب من 21 رجل أمن، وحوالي 20 رجلا من قوات التدخل السريع و10 رجال من القوات المساعدة لثني المحتجين عن تنظيم وقفتهم، بغرض المطالبة بتنفيذ وعود انتخابية أعطيت لهم في الانتخابات التشريعية لتزويد دوارهم بالبنيات التحتية اللازمة. وكانت السلطات المحلية، وفي إطار تقطيع إداري جديد، قد عمدت منذ سنة 2002، إلى إلحاق هذا الدوار بالمجال الحضري بعدما كان مصنفا ضمن ضواحي عمالة مولاي يعقوب. ويقول سكان هذا الدوار إن انتماءهم للمجال الحضري لا معنى له في غياب الطريق والماء الصالح للشرب وقنوات الصرف الصحي. ولم يرضخ ما يقرب من 300 مشارك في هذه الوقفة صباح أول أمس الاثنين لما سموه ب«تهديدات» المسؤولين المحليين. وظلت نساء الدوار يرددن، في وجه العميدة، شعار «هذا عار هذا عار، عييتونا من الانتظار»، وأجبرن الذكور من ساكنة الحي على عدم الانسحاب من الوقفة. والتحق بالمحتجين عدد من التلاميذ ببذلهم المدرسية وبمحفظاتهم رافعين لافتات صغيرة كتب على بعضها «لا للعطش». ويبدو أن هذه الوقفة الاحتجاجية أغضبت السلطة المحلية، ودفعت أحد مسؤوليها بالمنطقة إلى وصف بعض أعضاء ودادية هذا الدوار ب«سماسرة الانتخابات». وقال حميد الورداني، أحد سكان الحي، إن الساكنة لا تطالب سوى بتعميم الماء الصالح للشرب والإنارة العمومية على باقي أجزاء الدوار وتعبيد الطريق وترصيف الأزقة. البرلماني الاستقلالي، محمد الحداد ورئيس مقاطعة المرينيين، الذي ظهر على موقع «يوتوب» مؤخرا وهو يعتلي منبر أحد مساجد هذه المقاطعة لإعطاء وعود انتخابية، سارع إلى دعوة بعض ممثلي الساكنة إلى اجتماع «طارئ» بحضور السلطة المحلية، واعدا إياهم بإتمام جميع الأشغال قبل الانتخابات الجماعية المقبلة. لكن ما إن أرخى الليل سدوله حتى عم الظلام على جل الدوار، بسبب انقطاع «مفاجئ» للكهرباء عن مصابيح بعض الأعمدة التي تضيء أجزاء من هذا الدوار!