منعت السلطات الأمنية في فاس صباح أول أمس الاثنين مسيرة شعبية انطلقت من حي المرينيين، أحد أكبر الأحياء الهامشية بالمدينة، وهي في طريقها نحو ولاية الأمن للتنديد ب«الدرجة غير المطاقة التي بلغها الإجرام في هذا الحي». واستطاعت المسيرة التي تقدمتها النساء والأطفال الصغار من تجاوز أول حاجز أمني بالقرب من سجن عين قادوس، إلا أن رجال الأمن «تمكنوا» من إيقافها بالقرب من القصر الملكي. المتظاهرون رفعوا شعارات تحتج على «تقاعس» السلطات في مواجهة «الانفلات الأمني بالمدينة، وخصوصا في أحيائها الهامشية». وكان شعار «المواطن في خطر، أنقذونا من الإجرام»، من أكثر الشعارات التي رددها هؤلاء المحتجون الذين خرجوا بكثرة من حي عين هارون. ولم يقابل المحتجون أي مسؤول أمني رفيع المستوى محليا، في حين أصدر والي الجهة، محمد غرابي، تعليماته إلى باشا المنطقة ومعه رئيس مجلس المقاطعة ومسؤولين أمنيين في الحي بعقد اجتماع مع وداديات هذا الحي للنظر في مقترحاتهم، دون تقديم أي إجراءات. وطبقا للمصادر، فإن اللقاء الذي دام زهاء ساعتين ونصف لم يؤد إلى أي نتيجة من شأنها أن تحد من ظاهرة الإجرام بالمنطقة. ونقل عن هؤلاء المسؤولين إقرارهم بالوضع الأمني المتردي بمدينة فاس، في ظل ما أسموه ب»النقص الحاصل في الموارد البشرية»، مسجلين أنه من المرجح أن تلجأ ولاية الأمن في القادم من الأيام إلى الاستعانة بالقوات المساعدة لدعم رجال الأمن. و»إن دعت الضرورة، سيتم اللجوء إلى القوات المسلحة الملكية». ولم تقنع هذه الوعود أياً من رؤساء الوداديات. واعتبر عبد اللطيف بوخار، نائب رئيس جمعية أصدقاء الحي للتمنية المستدامة، أن هذه المقترحات «مجرد در للرماد على العيون». وفي السياق ذاته، تجري ولاية الأمن بفاس تحقيقات مع عميد شرطة بتهمة الضرب المفضي إلى الموت. وتأتي هذه التحقيقات على خلفية وفاة مختل عقليا نتيجة اعتداء رجال أمن عليه بعد اعتقاله بتهمة أكل رمضان. وعلم من مصدر جمعوي بأن مختلا عقليا لقي حتفه وهو ضيف على بعض رجال الشرطة بالمدينة العتيقة بفاس، «نتيجة الضرب المفضي إلى الموت». ونقل المصدر أن ثلاثة مفتشين للشرطة اعتقلوا المدعو قيد حياته ادريس النادي بن محمد المزداد سنة 1985 بفاس والساكن برحبة الزبيب درب بنشلوش رقم الدار 24، وذلك بتهمة أكل رمضان وحرر له محضر. والمعروف على الضحية أنه يعاني من خلل عقلي. واتهم المصدر ذاته بعض هؤلاء بضرب هذا المختل عقليا حتى فقدانه الوعي، فنقل إلى مستشفى الغساني حيث لفظ أنفاسه الأخيرة في نفس اليوم. فيما يتبادل عميد الشرطة الاتهامات مع رجاله.