اعتبر أعضاء بمجلس الشيوخ الفرنسي, من اتجاهات سياسية مختلفة, أن مقترح الحكم الذاتي الموسع تحت السيادة المغربية يشكل "قاعدة جيدة وجادة للمفاوضات" بين المغرب والجزائر لتسوية النزاع حول الصحراء. وأكدوا في تقريرهم الرسمي حول الزيارة الإستطلاعية التي قاموا بها في شتنبر الماضي إلى الأقاليم الصحراوية, والذي نشر بباريس, أن هذا الموقف يتقاسمه جميع أعضاء الوفد, وخصوصا السيدة باريزا الخياري والسيد كلود جينيرو المنتميان إلى الحزب الاشتراكي الفرنسي. وشدد أعضاء الوفد, أعضاء مجموعة الصداقة المغربية الفرنسية في مجلس الشيوخ الفرنسي الذي يترأسها السيد كريستيان كامبون, أن خيار الاستفتاء لتقرير المصير "يستحيل تنفيذه ويعد متجاوزا في آن واحد". وأكد التقرير على أن فرنسا, بالنظر لعلاقاتها الوثيقة مع البلدان المغاربية, تتحمل "مسؤولية خاصة لدعوة المسؤولين المغاربة والجزائريين للتفاوض" من أجل الخروج من المأزق الذي يوجد فيه هذا الملف, الذي "يلقي بثقله ليس على العلاقات بين المغرب والجزائر فحسب, لكن أيضا على مستقبل المنطقة المغاربية", مبرزا أن وضعية الجمود "تحول دون إقامة منطقة بالمغرب العربي يعمها الازدهار والسلام". من جهة أخرى, تناول التقرير وضعية المحتجزين في تندوف, للتأكيد على "ضرورة أخذ البعد الإنساني لهذه القضية بعين الاعتبار", مشيرا إلى أن الساكنة المعنية ظلت منذ ما يقارب 30 عاما وهي ترى "حريتها في التنقل والتعبير مقيدة". وفي هذا الصدد, دعا الوفد الفرنسي إلى "الانشغال سريعا بوضعية اللاجئين, وتسهيل الزيارات الخاصة والعائلية" مبرزا الإجراءات والخدمات التي يستفيد منها اللاجؤون القادمون من الجزائر لتسهيل اندماجهم . وخلص الوفد إلى أنه لا يسعه بعد هذه الزيارة الإستطلاعية سوى "الإعراب عن الأمل ودفع الأطراف المعنية إلى التوصل, عن طريق المفاوضات, إلى حل لهذا النزاع", معتبرا أنه في ظل الوضع الراهن للملف فإن "مقترح الحكم الذاتي الموسع الذي تقدم به المغرب يشكل قاعدة جيدة وجادة للتفاوض". وضم وفد مجلس الشيوخ الفرنسي, برئاسة كريستيان كامبون رئيس مجموعة الصداقة, السادة باريزا الخياري عضو مجلس الشيوخ عن منطقة باريس, وآلان غورناك نائب رئيس مجموعة الصداقة, وكاترين موران- دوسايي عضو مجلس الشيوخ عن منطقة نهر السين, وجان بيير شوفو (منطقة سارت), وكلود جينور (منطقة دوبس), وجاكي بيير ستون (منطقة فوج), وجان بيير بلانكاد (منطقة هوت غارون). وكان الوفد قد أجرى خلال زيارته للمغرب, مباحثات مع العديد من المسؤولين السامين, خصوصا الوزير الأول السيد عباس الفاسي, ورئيس مجلس المستشارين السيد محمد الشيخ بيد الله , وعقد لقاءات مع السلطات المحلية والمنتخبين بالأقاليم الجنوبية, كما قام بزيارات ميدانية.