اهتزت منطقة سيدي يحيى زعير (20 كليومترا عن الرباط) صباح أول أمس، على وقع جريمة بشعة بعد أن أقدم أب على ذبح طفلتيه بواسطة سكين مخصص لنحر الأضاحي. وحسب المعطيات الأولية فإن الأب استغل غياب الأم عن البيت بعد التحاقها بعملها بأحد المصانع، فعمد إلى نحر طفلته الأولى البالغة من العمر 9 سنوات، والتي كانت تدرس في الصف الرابع بالمدرسة الابتدائية زعير، قبل أن يحين الدور على شقيقتها الصغرى البالغة من العمر أربع سنوات، فيما نجت ابنته الكبرى البالغة من العمر 11 سنة من هذه المذبحة بالنظر إلى عدم وجودها بالمنزل ساعة وقوع الجريمة. مصادر من المنطقة أكدت أن الجاني، وهو في العقد الرابع من عمره، صعد مباشرة بعد تنفيذه للجريمة فوق سقف المنزل الصفيحي الذي تقطن به الأسرة، والمحاذي لمدينة «تامسنا» وهو يحمل مصحفا ويصرخ ويضحك بشكل هيستيري قبل أن تصل إلى عين المكان تعزيزات من الدرك الملكي. المصادر ذاتها أكدت أن الجاني ردد عبارة «عبرت عليهم» وهو يلوح بالمصحف قبل أن يتم اعتقاله من طرف عناصر الدرك دون أن يبدي هذا الأخير أية مقاومة، فيما أصيبت الأم بانهيار عصبي مباشرة بعد تلقيها خبر ذبح طفلتيها على يد زوجها، الذي تشير المعطيات الأولية المتوفرة إلى أنه كان يعاني من خلل نفسي، وسبق أن تم إيداعه بأحد المستشفيات الخاصة بالأمراض النفسية والعقلية بعد أن ادعى أنه المهدي المنتظر وهو ما كان يردده أمام عدد من سكان المنطقة. وخلفت هذه المذبحة البشعة حالة من الصدمة لدى سكان منطقة سيدي يحيى زعير، خاصة بالمؤسسة التي كانت تتابع فيها إحدى الطفلتين تعليمها، والتي تؤكد نفس المصادر أنها كانت متفوقة في دراستها.