انهار سقف إحدى الدوائر الأمنية التابعة لمنطقة أنفا بالدار البيضاء، وسط تكتم شديد للجهات الوصية. وحسب مصدر من داخل ولاية الأمن، فإن فاجعة حقيقية كانت ستقع بالدائرة الأمنية لحي الوازيس وتودي حتما بأرواح ثلة من موظفيها، وكذا عشرات المواطنين، الذين يقصدون هذه الدائرة الأمنية لقضاء أغراضهم الإدارية لولا أن حادث الانهيار تزامن مع عطلة نهاية الأسبوع الأخير، إذ اقتصرت الخسائر على تلف ملفات ومساطر قضايا ونزاعات معروضة على الدائرة. ووفق المصادر ذاتها، فإن المصلحة الإدارية الولائية تعاملت باستخفاف مع الحادث، واكتفت بإغلاق بعض المكاتب، مع استمرار عمل رجال الشرطة بمكتبين قد ينهاران في أي لحظة، نظرا لوجود شقوق وتصدعات في جدرانهما مما ينذر بوقوع كارثة. وتضيف المصادر ذاتها أن مسؤولي المصلحة الإدارية الولائية، كجهة أولى مسؤولة عن التجهيزات، تعاملوا بنوع من اللا مبالاة رغم علمهم بأن بناية هذه الدائرة موضوع الانهيار تم بناؤها في عهد الاستعمار الفرنسي، وهي اليوم أضحت آيلة للسقوط على رؤوس موظفيها. وعلاقة بالموضوع، رفض مسؤول أمني الجزم بصحة الواقعة، قبل أن يعترف بأن الأمر يتعلق ببناية قديمة جدا وتؤوي دائرتين للشرطة، وليس دائرة واحدة دون إضافات أخرى. ودائما في السياق نفسه، أفادت مصادر أخرى بأن الإجراء المناسب، الذي يجب اتخاذه في مثل هذه الحالات، يقتضي إنهاء العمل بالدائرة موضوع الانهيار، وتنقيل المعدات وملفات المواطنين إلى مقر مؤقت، ريثما تتم عمليات الإصلاح والترميم أو بناء مقرات جديدة أو كراؤها حماية لأرواح المواطنين وموظفي الأمن.