كشفت تحقيقات نيابة أمن الدولة العليا مع المتهم طارق عبد الرازق في قضية التجسس لصالح المخابرات الإسرائيلية مفاجأة جديدة، حيث أدلى المتهم باعترافات أخرى، أهمها أن الموساد الإسرائيلي كان وراء قطع كابلات الإنترنت الخاصة بمصر في البحر الأبيض المتوسط على بعد كيلومترات من السواحل الإيطالية قبل عام ونصف العام، وهو القطع الذي أثر سلباً على شبكة الإنترنت في مصر، حيث تربط الكابلات مصر بشبكة الإنترنت العالمية، مما تسب في خسائر اقتصادية فادحة لجميع الشركات الكبرى التي تنفذ معاملات مالية عبر الإنترنت. وأكد المتهم طارق أن إسرائيل تقوم ببث ووضع بيانات ومعلومات خاطئة على شبكة الإنترنت هدفها التشكيك في المعلومات الدينية والعقائدية والأثرية حتى يتم تدمير عقول الشباب وكل ما هو موروث لدى المواطنين، وخاصة مصر والدول العربية. غير أن عصمت طلعت عقل، المحامية التي تم انتدابها من قبل نقابة المحامين للدفاع عنه، كشفت أن طارق عبد الرازق مولع بالقراءة ولديه معلومات كثيرة، و أنه يتصفح الجرائد والمجلات يوميا، مضيفة أنه حينما يقرأ بعض الأخبار يأتي في اليوم التالي ويؤكد أن إسرائيل وراءها، ومنها قتل محمود المبحوح ورفيق الحريري وبعض الانفجارات في بعض البلدان العربية والأوروبية. وعرضت النيابة على المتهم أوراقًا لكتابة ملاحظات جديدة في القضية أو اعترافات، ولكنه قال: «كتبت واعترفت بكل شيء». وحسب المحامية عصمت، فإن المتهم اعترف بأن الموساد طلب منه تجنيد الطلبة العرب في الصين لأن إجراءات دخولهم التجنيد صعبة لقوة الأمن، فطلبوا منه إنشاء موقع عن طلب موظفين لشركته وتقدم له العديد من الطلبة العرب المقيمين في الصين وخاصة «جامعة بكين»، بالإضافة إلى أنه كان يذكر في طلبه على موقع الإنترنت حاجة شركته الوهمية لموظفين كان يحدد هويتهم من الشيعة بلبنان لقربهم من حزب الله، والعلويين في سوريا لأنهم من الحزب الحاكم، وكذا العاملين في مجال الاتصالات بمصر بهدف اختراق الاتصالات هناك والتجسس على المسؤولين المصريين. كما اعترف المتهم بأن الموساد سلمه أربع شرائح تليفون، أولاها شريحة صينية للتعامل والاتصال داخل الصين، والثانية سورية لمقابلة الجاسوس السوري والاتصال به، والثالثة شريحة خاصة للاتصال بضابط الموساد، والرابعة خط دولي، حتى يستطيع الهروب والتخفي من أي مراقبة. و قال المتهم إن ضباط الموساد وثقوا فيه جدًا، وكان ضمنهم إيدي موشيه، وهو يهودي من أصل لبناني يتحدث العربية بلكنة لبنانية، الذي قام بتدريبه على كيفية إنشاء علاقات والتعامل مع من سيتم تجنيدهم. كما دربه على الأجهزة المستخدمة في التجسس. وذكر أيضا الضابط جوزيف ديمور، الذي يعمل رئيسا لمكتب آسيا، وهو يهودي فرنسي يتحدث اللغة العربية بلكنة فرنسية، والضابط أبوفادي، وهو يهودي فرنسي يتحدث اللغة العربية بطريقة صحيحة. كما اعترف المتهم بأنه كان يعلّم من تم تجنيده لصالح الموساد الإسرائيلي بعد تقدم الشباب للحصول على فرص عمل من خلال نهج سيرهم cv على الموقع الخاص به، وهو «إتش - آر». وقد تقدم له أكثر من 2000 شاب. وكان الخطأ الكبير الذي ارتكبه المتهم طارق، والذي أوقعه في يد المخابرات المصرية هو كثرة طلبات العمل التي كان ينشرها على موقع الإنترنت حول موظفين بشركته، والتي كان يحدد فيها الجنسيات والمواصفات، وخاصة لبنان وسوريا ومصر، إضافة إلى تعدد سفرياته إلى الصين وكمبوديا ولاوس ونيبال وتايلاند وسوريا ولبنان، وهو ما أثار المخابرات المصرية، التي ظلت تراقبه مدة ثمانية شهور إلى أن سقط في يدها.