كان منزل المشعوذ مقصدا لعشرات النساء يوميا ببني ملال، شهرته تجاوزت حي التقدم لتتبادل النساء فيما بينهن والفتيات عنوانه ورقم هاتفه، شاب في الثالثة والعشرين من عمره، كان الشاب قد اشتهر بعلاجه لضحاياه بالصرع، وتوافدت النساء من كل أحياء المدينة ومن خارجها للاستشفاء، «ع، ص» كان يشترط دخول كل راغبة في الصرع وحيدة إلى منزله خصوصا إن كانت شابة حديثة عهد بالزواج. كان كلما ازدادت شهرته يشترط شروطا إضافية على طالبات خدمته و«بركته»، «الفقيه الشاب» كما كان الجميع يناديه دون معرفة اسمه الحقيقي، كان يتوسط غرفة وسط المنزل، كانت محتويات الغرفة تتكون من فراش بسيط، يقوم باستقبال الزبناء فيها، كان بهو المنزل بمثابة قاعة انتظار لكل من جاءت ترافق زبونة، خصوصا إن كانت والدتها أو إحدى المقربات منها، «الأسياد لا يريدون أن يحضر اثنان، والبركة والسر لا يكون في الجماعة، سيبوحون لي بأسرار لا يرغبون في غيري بسماعها»، بهذه العبارات كان الفقيه الشاب يصد مرافقات زبوناته من النساء. جلست «خديجة» شابة كانت ترافق صديقة لها بالبهو استجابة لأوامر «الأسياد»، بينما دخلت صديقتها سهام إلى غرفة «الفقيه الشاب»، قام «الشاب» بتلاوة تعاويذه، كانت خديجة تسترق السمع في كل مرة، كان «الفقيه الشاب» يهمهم بعبارات لا تفهمها وسط دخان البخور المنبعث بقوة من كوة بباب الغرفة، كان الفقيه يعمد إلى خفض صوته كلما كانت كلماته واضحة ومفهومة، لم تكن خديجة تسمع من صوت صديقتها «سهام» سوى عبارات الإيجاب، انتظرت «خديجة» طويلا بعد، نصف ساعة، المدة الزمنية التي حددها «الفقيه الشاب» لانتظارها، تجاوز وجود صديقتها بالغرفة ساعة ونصف الساعة، حاولت أن تسترق السمع، لكن كثافة البخور بالغرفة منعتها من التأكد من المنظر الذي كانت تشاهده، كذبت «خديجة» ما شاهدته بمجرد نفي صديقتها سهام تعرضها لأي شيء يدعو للقلق. بقي المنظر الذي شاهدته يطاردها طيلة أسابيع قبل أن تسمع أن زوجة مقرب منها تريد الذهاب لزيارة نفس «الفقيه الشاب»، حاولت الشابة تنبيه زوجة قريبها بأن «الفقيه» لا بركة له وأنها تعرف عنه أشياء لا يعرفها أحد، لم تقتنع زوجة قريبها، ف«خديجة» ليست متأكدة من أي شيء ولا مجال لاتهام «فقيه شاب» بلغت شهرته وسمعته عنان سماء بني ملال. عندما ذهبت زوجة قريبها للمرة الأولى، أسرت بمخاوفها ل«الفقيه»، ونفى بدهاء ما اعتبره «إشاعات مغرضة» حسدا من منافسين له، لكنه لم يتمكن من كبح جماحه، وطلب منها تكرار زيارته لأجل «نيل البركة»، وإخراج جيوش من مملكة الجن الأزرق استوطنت جسدها، لم تجد الزوجة من حل سوى القدوم صاغرة مرتين كل أسبوع، كان الزوج يراقب وضع زوجته بتوجس وحديثها المستمر عن بركة «الفقيه الشاب»، قبل أن يسر لقريبته «خديجة» بشكوكه، فلم تجد خديجة بدا من أن تخبر قريبها بأن الشاب مجرد «مشعوذ» يتحدر من قرية تبعد ب 10 كيلومترات عن المدينة، وأنه ليس فقيها وقد سبق أن زارته رفقة صديقة لها وتشك بمشاهدته وهو يعري صديقتها. تقدم الزوج بشكاية مباشرة لوكيل الملك يتهم فيها المشعوذ بأنه على علاقة غير شرعية بزوجته، قبل أن تنصب العناصر الأمنية كمينا ل»الشاب المشعوذ»، الذي اعتقل في حالة تلبس»، بعدما اقتحمت العناصر الأمنية منزله، كان «الشاب المشعوذ» يتوفر على أجهزة تصوير وكاميرات تحمل مقاطع فيديو لنساء من المدينة ومن خارجها، التقط صورهن وهن عاريات وبأوضاع مختلفة. اعترف «الشاب المشعوذ» بالمنسوب إليه، مؤكدا أن استعمال الصور كان بهدف ابتزاز ضحاياه خصوصا المتزوجات من النساء اللواتي يرغبن في ستر الفضيحة، كما كان يستعمل نفس الصور ومقاطع الفيديو في تكوين شبكة من الوسيطات اللواتي يجلبن له ضحايا جديدات، مقابل تستره على صور النساء اللواتي يتحولن إلى وسيطات. نفى الشاب استعمال الصور في الدعاية للمواقع الإباحية، لكن أحواله المادية تحسنت مباشرة بعد سكنه في حي التقدم لمدة قصيرة، كان يؤكد خلال محاكمته أن مصدر الأموال التي يتوفر عليها جناها من «الصرع» فقط.