يتواصل السجال السياسي بين حزب الاستقلال والأصالة والمعاصرة بمجلس المستشارين، حيث هاجم فريق «البام» قرار وزارة الصحة إغلاق مصلحة القلب والشرايين بالمركز الاستشفائي ابن سينا، واصفا الإغلاق ب»الهمجي واللامسؤول»، ضاربا عرض الحائط حق أزيد من 380 مريضا مرشحا لعملية القلب المفتوح، وكلهم من المواطنين المعوزين. واستغرب محمد اطريبش، عضو الفريق في إطار الإحاطة علما بمجلس المستشارين أول أمس، «الإجهاز على هذه المصلحة التي شهدت أزيد من 10 آلاف عملية جراحية على القلب على مدار 25 سنة، ولها عدة إنجازات طبية وعلمية غير مسبوقة عربيا وإفريقيا ودوليا». وتساءل اطريبش عن سبب اللجوء إلى النيابة العام للبحث وإعطاء الأوامر لتفريغ المصلحة من تجهيزاتها واستخدام عمال نظافة في خرق سافر لقدسية وحدة الإنعاش وللمركب الجراحي للمصلحة أمام المرضى، وتسمي ياسمينة بادو، وزيرة الصحة، هذا بالتجميد، حسب قول المستشار البرلماني. وتحدث البرلماني عن أن ما حدث يدخل في إطار «عملية ممنهجة قضت على الملاذ الوحيد لآلاف مرضى القلب والشرايين المعوزين»، مضيفا أن «رئيس المصلحة الذي يشهد بكفاءته عشرات الجراحين المغاربة والأجانب الذين استعملوا مؤلفاته لا يستحق ما ارتكب في حقه من إهانات، بل يستحق التنويه والتكريم وقد قارب سن التقاعد». وكانت المصلحة قد أغلقت على خلفيات اتهام ممرضها الرئيسي باختلاسات مالية، وما زال الملف في طور التحقيق. ومن جهة أخرى، أثار أحد مستشاري فريق «البام» إسقاط ميزانية كريم غلاب، وزير التجهيز والنقل بلجنة المالية، أثناء طرحه سؤالا شفويا بمجلس المستشارين، وهو ما جعل رئيس الجلسة يطالب الجميع بالانضباط وعدم الإشارة إلى مواضيع خارج السياق، واصفا تدخل المستشار بالهفوة. ولم يمتثل عبد الحكيم بنشماش، رئيس فريق الأصالة والمعاصرة، لتوجيهات رئيس الجلسة الاتحادي عبد الرحمان أوشن، حيث أشار في تعقيبه إلى أن المجلس عرف مهزلة وأن اجتماعا سريا ومهربا تم في جنح الظلام، في إشارة منه إلى الاجتماع الثاني للجنة المالية التي صادقت على ميزانية غلاب بعد إسقاطها، ليضيف قائلا: «سأفضحهم. لقد تم اغتصاب الديمقراطية في هذا المجلس». ولم يكتف بنشماش بالتعقيب، بل تحدث أيضا في إطار نقطة نظام ليقول لرئيس الجلسة إنه ليس من حقه وصف تدخل مستشار «البام» بالهفوة، مستغربا من الانزعاج من فضح المؤامرات على حد تعبيره.