أهم هدف يحرص الطبيب على الوصول إليه إذا حدث عندك تفاعل دوائي هو هل هذا التفاعل تحسسي أم لا، من خلال الأسئلة التالية. هل حدث عندك أي تفاعل دوائي سابق أم لا؟ ما هي الأدوية التي تستعملها حاليا؟ ما هي الأمراض التي تعاني منها حاليا؟ وسوف يفحصك الطبيب ويجري لك فحوصات جلد ودم وفحوصات أخرى، ليعرف هل الأعراض سببها تفاعل دوائي أم شيء آخر أولا: فحص الجلد: يتم عمل فحص الجلد لبعض الأدوية، كالمضادات الحيوية، لمعرفة هل يتحسس المريض لها أم لا؟ ويتكون هذا الفحص من مرحلتين: فحص وخز الجلد للمضاد الحيوي (Prick Test) والنظر إلى النتيجة، والتي إذا كانت سلبية أو غير واضحة، فإننا نتجه إلى المرحلة التالية. -حقن المضاد داخل الجلد (Intradermo reaction). -يتم الفحصين على ذراع او الظهر المريض -لو كانت لديك حساسية من هذا الدواء، سوف يحدث انتفاخ لونه أحمر في موضع الدواء. كما أن محلول الدواء الذي يتم عمل الفحص به لا يوجد في عدد كبير من الأدوية، وهذا يقيد استعمال الفحص التالي: فحص التحدي باستعمال الدواء المسبب -يتم في هذا الفحص استعمال نفس الدواء ثم النظر إلى النتائج. - يتم إعطاء جرعة متزايدة بالتدريج من الدواء المشكوك فيه ويتم إعطاؤه بالفم -إذا حصل تفاعل لهذا الدواء فمعنى ذلك أن هناك حساسية منه ويجب تجنبه. - في حالة ما إذا لم يكن هناك تفاعل ضده، فمعناه أنه يمكن استخدام هذا الدواء في علاج المريض. - يستخدم هذا الفحص فقط إذا كانت الأدوية البديلة لا تعمل بشكل جيد أو إذا لم يكن هناك دواء بديل أصلا، حيث نكون مضطرين لفحص المريض بهذا الدواء المشكوك في وجود تفاعل دواء ضده. لكن يجب التنبيه إلى أن الفحصين السابقين يعتبران خطيرين على المريض في بعض الأحيان، لأنه قد يحدث فرط «صدمة»، الحساسية لذا لا يتم إجراء هذه الفحوصات إلا في مركز متخصص في الحساسية أو في المستشفي وفي وجود كافة التجهيزات عند حدوث فرط (صدمة) حساسية. العلاج : أهم علاج هو إيقاف الدواء المسبب. أما الأدوية التي تعطي للمريض فهي تعطي حسب شدة التفاعل عنده: فإذا كان التفاعل ضد الدواء خفيفا: كالطفح الجلدي (الإرتكاريا) فإنها يمكن أن تتحسن باستخدام الأدوية العادية، كمضادات «الهستامين»، لكن يجب استخدام هذه الأدوية بعد استشارة الطبيب. أما إذا كان التفاعل شديدا، كظهور ارتكاريا وانتفاخ أو كتمة نفس أو دوخة، فإن المريض يجب أن يذهب إلى الطوارئ مباشرة، حيث يتم إعطاؤه كورتيزون إما بالفم أو بالحقن. أما إذا حدث فرط (صدمة) الحساسية، فإنه يعتبر خطيرا وطارئا طبيا حقيقيا، حيث يجب حقن المريض سريعا جدا بالأدرينالين في المستشفي للحفاظ على مستوى الضغط والتنفس. تعويد المريض تدريجيا على الدواء الذي يسبب له حساسية دواء، ونستخدم هذه الطريقة فقط إذا كانت عنده حساسية لدواء ليس له بديل. الوقاية من حساسية الأدوية: فكرة الوقاية هي التأكد من وجود حساسية ضد دواء معين مبكرا، قبل حدوث أي تفاعل مستقبلا. إذا كنت تشك في أن لديك حساسية من دواء معين، فإنه يمكن إجراء فحص طبي، ليتم التأكد من ذلك، قبل أن يحدث عندك أي تفاعل لا سمح الله. وأكثر دواء يمكن التأكد منه هو البينسيلين، حيث يعتبر فحص الجلد أكثر دقة له من فحص الجلد لأدوية أخرى. إذا تأكدت أن لديك حساسية دواء، يجب تجنب ذلك الدواء وتجنب كل الأدوية ذات العلاقة به، لتمنع حدوث أي تفاعل ضده مستقبلا. كما يجب عليك إذا تأكدت من وجود حساسية ضد دواء معين لديك أن تخبر العاملين في القطاع الطبي، كالأطباء أو الممرضين أو أطباء الأسنان عند وجود حساسية عندك من ذلك الدواء، قبل وصف أي دواء لك أو اتخاذ أي أجراء طبي. يجب أن تلبس إسورة طبية أو بطاقة مكتوبا عليهما كل شيء، حيث لو وقع لك حادث مروري لا يتم إعطاؤك الدواء الذي تتحسس منه خلال عملية إنقاذك. د. عمر العراقي أخصائي الأمراض التنفسية والحساسية [email protected]