أصيب أربعة معتقلين في السجن المركزي في القنيطرة، الأسبوع المنصرم، بجروح وصفت بالبليغة، بعدما أقدم سجين على إضرام النار في زنزانته. وكشفت المصادر أن سجينا من معتقلي الحق العام في حي التسامح بادر إلى إشعال النار في جميع ما يوجد في الزنزانة، في غفلة من باقي السجناء الذين كانوا يتواجدون معه في نفس الزنزانة، وهو ما أدى إلى نشوب حريق مهول في مجموعة من الأغطية والبطانيات والملابس. وأسفر هذا الحريق عن إصابة أربعة معتقلين بحروق خطيرة، لاسيما أن عملية إنقاذهم لم تكن سهلة، حيث ذكرت المصادر نفسها، أن حراس السجن المركزي وجدوا صعوبة كبيرة في فتح الزنزانة التي أحكم مضرم النار إغلاقها ببعض الأسلاك، قبل أن ينجحوا في السيطرة على النيران المشتعلة وينقلوا الضحايا إلى المستشفى. وعزت نفس المصادر تعمد السجين المذكور إحراق الزنزانة إلى رغبة هذا الأخير في الانتقام من زملائه لممارستهم اللواط ولتجرئهم على مضاجعة بعضهم البعض أثناء تأديته الصلاة، وهو ما ولد لديه شعوراً بالغضب الشديد والرغبة في معاقبتهم بإحراقهم، في الوقت الذي ادعت جهات أخرى أن السجين المتهم يعاني من اضطرابات نفسية، نافية أن تكون وراء هذا الحادث دواع انتقامية. من جانب آخر، أصيب العديد من معتقلي ما يسمى السلفية الجهادية في السجن المركزي في القنيطرة، الذين يخوضون منذ السادس من هذا الشهر إضرابا لا محدودا عن الطعام، بحالات إغماء وفقدان للوعي. وتشير بعض المعطيات إلى أن الوضعية الصحية للعديد من المضربين أصبحت جد حرجة، وأن العشرات منهم باتوا يعانون من صداع في الرأس والقيء الشديد ومن آلام حادة في المعدة، مؤكدة أن إدارة السجن اكتفت بالترخيص للطبيب بأخذ أوزان المضربين، دون أن يتم نقل الحالات المتدهورة أوضاعها الصحية إلى المركب الاستشفائي الإقليمي. كما أعلن السجين سعيد البوجعدية، المعتقل السابق في سجن «غوانتانامو»، عن دخوله هو الآخر في إضراب مفتوح عن الطعام، احتجاجا على ترحيله من سجن «بوركايز» في مدينة فاس إلى السجن المركزي في القنيطرة، وكشف البوجعدية، في رسالة توصلت «المساء» بنسخة منها، أن إضرابه سيتواصل إلى حين ترحيله إلى أقرب سجن من المدينة التي يسكن فيها أفراد عائلته وأسرته، وإيقاف مسلسل التعسفات التي تطاله من جراء هذا الإبعاد، وتمكينه من حق المراسلة وتقديم الشكايات من داخل السجن بصفة قانونية ووفق الإجراءات المعمول بها، دون قيد أو عرقلة، وتمكينه من حقه في الاستفادة من إدماج المدة التي قضاها في معتقل «غوانتنامو» ( 7سنوات)، وخصمها من مدة العقوبة الراهنة (10 سنوات) تمهيدا لإطلاق سراحه، على حد قوله.