رفع أطباء بمستشفى محمد الخامس بالدارالبيضاء مراسلتهم إلى مندوب الصحة بعمالة مقاطعات عين السبع الحي المحمدي، تحمل العديد من التوقيعات، معلنين فيها نيتهم وقف العمليات الجراحية في حال استمر الإهمال الذي يعاني منه المستشفى، خاصة المركب الجراحي، مع إجراء العمليات الجراحية المستعجلة بعد أن كشفت الأمطار الأخيرة عن اهتراء البنية التحتية بمبنى المستشفى وتسلل مياه الأمطار إلى أقسام المركب، وهو ما أصبح يشكل خطرا على الأطر العاملة وعلى المرضى أنفسهم، وفق ما تضمنته المراسلة نفسها التي توصلت «المساء» بنسخة منها. وأكدت مصادر نقابية أن عددا من الأطباء أجبروا، مراعاة للمرضى ووضعيتهم الصحية، على إجراء عمليات جراحية لهم، رغم أن قسم الجراحة، بسبب الأمطار، بلغ به الضرر إلى حد أن المياه تسللت إليه من السقف وحصلت به «القطرة»، مما أثر على سير العمليات وعلى الراحة النفسية لهؤلاء الأطباء، وهو ما جعلهم يرفعون رسالتهم إلى الإدارة وإلى مندوب الصحة لإيجاد حلول مستعجلة لتفادي مثل ما حصل، خاصة أن إجراء أي عملية في غرف تتسرب إلى مياه الأمطار مغامرة غير محسوبة العواقب نظرا لاحتمال إصابة المريض والمشرفين على العملية بصعقة كهربائية. وأضافت المصادر نفسها أن الأمطار الأخيرة عرت واقع المستشفى وأظهرت العيوب الكثيرة به، حيث إن المركب الجراحي عانى من تسرب المياه، مما أثر على السير العادي لبرنامج العمليات الجراحية، بل اضطر بعضهم إلى توقيفها في عدة تخصصات تفاديا لأي أضرار محتملة، أولها إمكانية انقطاع التيار الكهرباء أو حصول تماس، مما يمكن أن تنتج عنه أضرار للمريض على وجه الخصوص، بل قد تهدد حياته. وندد الأطباء بالأوضاع «غير الصحية» التي تعرفها بعض مرافقه، بالإضافة إلى الأبواب والنوافذ المتآكلة التي زادت وضعيتها سوءا وتأثرت بمياه الأمطار. وعاتبت المصادر النقابية الإدارة على عدم تدخلها لإصلاح ما أفسدته مياه الأمطار، مؤكدين أن الأمر سيصبح أكثر سوءا في حال ما شهد المستشفى أمطارا مشابهة لتلك التي عرفتها الدارالبيضاء في الفترة الأخيرة. يذكر أن «المساء» سبق أن اتصلت عدة مرات بمسؤولين بالمستشفى، وأكدوا لها أن ما يقال على لسان بعض النقابيين ليست سوى صراعات نقابية. كما أن المستشفى ورش مفتوح للعديد من الإصلاحات وإنشاء مرافق جديدة، غير أن المصادر النقابية أكدت أن الأشغال التي تحدث عنها أحد المسؤولين ليست ذات أولوية مثلما يقتضيه المركب الجراحي لأن وضعه «المتردي» ظاهر للعيان وأنه بحاجة إلى تدخل عاجل مراعاة للمرضى وتحسينا لظروف عمل الأطباء بالمستشفى.