قالت السلطات السويدية أول أمس الاثنين إن الانتحاري الذي فجر واحدة من قنبلتين ضربتا وسط العاصمة ستوكهولم الأحد الماضي كان في طريقه إلى منطقة مزدحمة، وكان يعتزم تفجير نفسه فيها، لكن القنبلة التي كانت بحوزته انفجرت بصورة غير إرادية قبل وصوله. وقال المدعي العام السويدي، توماس ليندستراند، إن الانتحاري أرسل تحذيرات عبر هاتفه المحمول إلى وكالة الأنباء السويدية، مضيفاً أن المهاجم يدعى تيمور عبد الوهاب، ولكن أجهزة الأمن لم تتصل بعائلته بعد. وجاءت تصريحات ليندستراند بعد ساعات من تأكيد ستوكهولم بأن الانفجارين المتزامنين اللذين وقعا في منطقة تجارية مزدحمة وسط العاصمة، وأسفرا عن مقتل شخص واحد وإصابة اثنين، هما نتيجة عمل إرهابي. وكشفت مواقع متشددة دأبت على نشر رسائل التنظيمات الإسلامية عن هوية وصورة من زعمت أنه منفذ العملية. وقال رئيس الوزراء السويدي، فريدريك راينفيلت، إنه رغم عدم تأكيد وجود رابط بين الانفجاريين ورسالة تهديد بالبريد الإلكتروني استبقت الهجوم، تعتقد الشرطة أن منفذا واحداً يقف خلفهما. ودافع راينفيلت عن المجتمع السويدي في وجه ما قد يعد أول هجوم انتحاري في البلاد قائلاً: «إنه منفتح وأثبت إرادته في تقبل من يأتون من خلفيات مختلفة، ويعتقد في مختلف الآلهة أو عدم إيمانه بأي منها، عليكم العيش جنباً إلى جنب معاً في مجتمع مفتوح». وقالت القائدة الإقليمية لشرطة السويد، كارين غوتبالد، إن المهاجم «فشل» في تنفيذ العملية التي وصفتها بالخطيرة، وأضافت «رغم أن هذا كان حدثاً خطيراً للغاية، لكن لم يصب أشخاصا أبرياء إصابات خطرة، فإذا كان هذا هو الهدف، فإن المنفذ قد أخفق»، مؤكدة أن الحكومة لن ترفع مستوى التحذير من هجمات إرهابية. وبدوره قال أندرز ثورنبرغ، رئيس شعب التدابير الأمنية بقوات الأمن السويدية، لحشد من الصحفيين الأحد الماضي، إنه وفقاً لمعايير الوكالة للإرهاب وتقييم الادعاء العام «رأينا أن هذا عملاً إرهابيا». وذكر أن السلطات تحقق في احتمال ترابط بين الانفجارين ، وقد أعلنت شرطة «متروبوليتان» البريطانية تنفيذ عملية دهم في منطقة «بيدفوردشاير» شمال لندن، ليلة الأحد الماضي، لارتباطها بتحقيقات ستوكهولم. وأعلن المتحدث باسم القوة البريطانية، رفض كشف هويته، أن مذكرة التفتيش نفذت بموجب قانون الإرهاب البريطاني 2000، «ولم يتم أي اعتقال كما لم يعثر على مواد خطرة». يذكر أن تهديداً ورد عبر البريد الإلكتروني إلى وكالة الأنباء السويدية بشأن مشاركة السويد بقوات عسكرية في حرب أفغانستان، والرسام السويدي الذي رسم كاريكاتيراً مسيئاً للنبي محمد (ص)، وأشارت إلى ملف صوتي مرفق بالرسالة الإلكترونية تحدث فيها شخص باللغتين العربية والسويدية. وتساهم السويد بقرابة 500 جندي في القوات الدولية التي تحارب القاعدة وحركة طالبان في أفغانستان. وحذر المتحدث في التسجيل الصوتي من الصمت السويدي تجاه المشاركة في حرب أفغانستان ورسام الكاريكاتير لارس فيلكس، قائلاً: «الآن سيموت أطفالكم، وبناتكم وشقيقاتكم كما يموت أشقائنا وشقيقاتنا.. أفعالنا ستتحدث عن نفسها، طالما لم تنهوا حربكم ضد الإسلام وإهانة النبي ودعمكم الغبي للخنزير لارس فيلكس». ونشرت مواقع إسلامية متشددة صورة وهوية من زعمت أنه منفذ الهجوم.