كرس فريق الجيش الملكي سيطرته على الديربيات الأخيرة التي جمعته بفريق الفتح الرياضي، عندما فاز عليه خلال المباراة التي جمعتهما زوال أول أمس الأحد بنتيجة هدف دون رد، حمل توقيع لاعب الوسط محمد مديحي، إثر تنفيذ ناجح لضربة ثابتة، استقرت في الركن الأيمن لمرمى الحارس عصام بادة في حدود الدقيقة 50 من الشوط الثاني. وكان الفريق العسكري قد فاز في جميع المباريات التي جمعته بالفتح خلال الموسم الماضي وعددها ثلاثة، اثنتان منها لحساب الدوري، ذهابا وإيابا، وثالثة ضمن نهائي كأس العرش، للموسم الرياضي 2008/2009. وظهر جليا التأثير الإيجابي لأسلوب الإغراءات المادية الذي انتهجته إدارة الجيش مع لاعبيها، إذ وعدتهم بمنحة مزدوجة في حالة تحقيقهم نتيجة الانتصار، وصلت إلى 8000 درهم. خلافا لجميع المباريات التي خاضها الفريق في الآونة الأخيرة، بما فيها مباراته ضد الرجاء البيضاوي. ما يدل على أن المباراة تتجاوز الجانب الرياضي إلى جوانب أخرى خفية، ربما تعود بالذاكرة إلى الحيثيات التي رافقت حلول علي الفاسي الفهري كبديل للجنرال دوكور دارمي حسني بنسليمان على رأس الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم قبل حوالي سنة ونصف. وخلافا لكل التوقعات فإن الجماهير الرباطية تخلفت عن الحضور إلى المجمع الرياضي الأمير مولاي عبد الله، على الرغم من أن الفتح يخوض أولى مبارياته على أرضية ملعبه بعد تتويجه بلقبي كأس العرش وكأس الاتحاد الإفريقي. وعزت بعض المصادر سبب غياب الجمهور إلى التوقيت الذي برمجت فيه المباراة (الواحدة زوالا)، وهو توقيت لا يلائم قطعا تلاميذ المؤسسات التعليمية، وكذا عمال الشركات الخاصة، وهو التوقيت الذي تحكمت في وضعه القناة التلفزية الفرنسية «كنال بلوس». لكن جديد الفتح خلال هذه المباراة هو دخوله بأقمصة جديدة، بعد أن تهالكت الأقمصة التي خاض بها جل مبارياته الأخيرة، حيث أشارت المصادر إلى أن الفريق بصدد دراسة جملة من العروض من شركات عديدة متخصصة في المستلزمات الرياضية، في أفق التعاقد مع إحداها خلال المستقبل القريب. وعبر مصطفى مديح عن سعادته الكبيرة بعد تحقيق فريقه لنتيجة الانتصار، مشيرا إلى أن نتيجة كهذه ستساعده على مواصلة حملة الإصلاح التي قادها منذ إشرافه على تدريبات الفريق، مضيفا أن لاعبيه كانوا أكثر إصرارا على تحقيق نتيجة الانتصار، وهو أمر ساعده على وضع الخطة التي مكنت الفريق من تحقيق ثالث انتصار له خلال الموسم الحالي. كما شدد مديح على ضرورة استمرار حالة التعبئة التي يعيشها الفريق في الفترة الأخيرة، في أفق استعادة الفريق لتوازنه بعد فترة الانتقالات الشتوية المقبلة. من جهته أشار عموتة إلى أن فريقه لم يكون في الموعد المطلوب، مؤكدا أنه كان يعي تمام الوعي أن توالي المباريات، وفي وقت وجيز سينال من تركيز لاعبيه ومن لياقتهم البدنية، مضيفا أن هذا الحديث لا يعني أنه يبحث عن ذرائع لتبرير الهزيمة، بل هو حديث عن وضعية بات الفريق يعاني منها، حيث خاض في ظرف أربعة أشهر 31 مباراة، وهو رقم كبير جدا قياسا بمستوى الممارسة الكروية في المغرب، التي لم ترق بعد إلى المستوى المطلوب. مضيفا أن الفرق التي ستشارك فقط في مباريات البطولة الوطنية ستخوض نفس القدر من المباريات خلال موسم بأكمله. كما أوضح عموتة أن فريقه ضيع عددا من فرص التسجيل خلال الشوط الأول، وهو أمر صعب عليه المباراة، مؤكدا أن بعض اللاعبين لم يخرجوا بعد من أجواء الاحتفالات التي عاشوا علي إيقاعها خلال الأسبوع الماضي، وأن نتيجة كهته ستعينهم على استعادة تركيزهم خلال المباريات المقبلة.