في سابقة من نوعها في مدينة ابن سليمان، أقدم فاعل جمعوي ورئيس فدرالية تضم أزيد من ثلاثين جمعية على تقديم استقالته من منصب الرئاسة، ليس احتجاجا على صراعات داخلية للمكتب المسير الذي يشرف على تسييره، ولا بسبب صراعات بينه وبين أحد أو بعض ممثلي الجمعيات المنخرطة في الفدرالية، أو لأسباب شخصية، كما تعيش معظم مكاتب جمعيات المجتمع المدني. فكمال شمسي، الذي انتخب رئيسا في جمع عام من طرف ممثلي العشرات من الجمعيات، برر استقالته بما أسماه وضع المدينة الكارثي، بسبب الإهمال الذي طالها، مشيرا إلى تفشي الاسترزاق ومحاولة العديد من النافذين في المدينة تسييس العمل الجمعوي وخضوعه لتجارب المسؤولين الذين عينوا أو انتخبوا من أجل نهضة المدينة. وأشار شمسي، الذي يأمل في التغيير بعد تعيين عامل جديد على رأس عمالة ابن سليمان، إلى ضعف جمالية المدينة، بسبب البناء العشوائي وظاهرة احتلال الأملاك العمومية والأرصفة من طرف أصحاب المنازل والمقاهي، والتي خنقت أحياء وشوارع في المدينة وساهمت في ارتفاع حوادث السير وأعاقت الراجلين، وخصوصا النساء اللواتي يجدن حرجا في التجول داخل المدينة. كما أشار إلى الدواب والأبقار والأغنام التي تشارك السكان في التجوال نهارا وتعبث في حدائقهم وقمامتهم ليلا، وإلى الأكشاك التي تنبت بالحديد أو الإسمنت كيفما أراد لها مسؤولو المدينة، دون احترام لقوانين التعمير، والتعفن الذي مازال عليه السوق الحضري قبالة دار الشباب وكذا سوق السمك الذي لم يعد يصلح حتى كمطرح لرمي الأزبال. كما أشار إلى السيول المتعفنة التي تمر أمام باب سوق السمك على طول واجهة مدارس عمومية والشارع الوحيد في المدينة، وإلى تلاعب المكتب المسير لبلدية المدينة في مِنَح الجمعيات ومحاولة تسييس بعضها وخلق جمعيات وهمية من أجل الاسترزاق. وتساءل شمسي، الذي تم رفض استقالته من طرف أعضاء في المكتب المسير للفدرالية، عن الجهات التي تسعى إلى إلغاء مشروع سكن اقتصادي وقعته العمران تحت إشراف الملك محمد السادس، مشيرا إلى أكبر نقطة سوداء في قلب المدينة والمتمثلة في أرض السوق القديم (الأربعاء)، حوالي خمس هكتارات، والتي اقتنتها شركة العمران من أجل بناء سكن اقتصادي فوقها، وسبق أن وقعت الاتفاقية ضمن مجموعة من المشاريع الأخرى تحت إشراف الملك محمد السادس، لكن المشروع ظل عالقا منذ سنوات، وتسعى جهات إلى المساومة من أجل إخراج جزء منه فقط إلى حيز الوجود واستغلال الجزء الباقي في مشاريع استثمارية. كما تساءل عن مصير المركب السياحي الترفيهي العالق في الحي الحسني، والذي يدخل ضمن مشاريع المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، والذي بدأت الأشغال فيه منذ سنوات، بدون غلاف مالي كافي، ويعتبر الآن نقطة سوداء يحتضن داخل أسواره، التي بنيت من ميزانية الإنعاش الوطني، النفايات والدواب وحبال الغسيل وأصبح جزء كبير منه مراحيض مفتوحة وملاجئ للفساد والمنحرفين. كما تطرق شمسي إلى إشكالية السير والجولان في المدينة وعشوائية علامات التشوير وانعدامها في معظم الأزقة والشوارع والأعطاب المتكررة لأضواء المرور، التي تدهورت هياكلها، رغم حداثتها، وإلى عشوائية أماكن ممرات الراجلين.