اجتمع المتهمون الأربعة بإحدى الساحات العمومية بمدينة برشيد من أجل تناول المخدرات، واعتراض سبيل المارة. كان لصاق «السليسيون» قد ذهب بعقولهم، ولكنهم لم يكونوا يدركون يوما أن أعمالهم الإجرامية، التي انحصرت في السرقة الموصوفة قد تصل حد القتل، فقد دفع بهم الجشع ورغبتهم الملحة في الحصول على النقود من أجل إكمال جلساتهم الخمرية إلى ارتكاب العديد من جرائم السرقة، انتهت بوفاة أحد الضحايا الذي سلبوه ما لديه وتسببوا في قتله. اختفى المتهمون عن الأنظار قبل أن تتمكن عناصر الشرطة القضائية لأمن برشيد، في إطار حملاتها التمشيطية من أجل محاربة الجريمة، من ضبطهم قرب أحد المعاهد الإعلامية، ويتعلق الأمر ب (ع.ر) و(م.ز) و(ج.ع) و(ز.ز)، فساقتهم جميعا إلى مخفر الشرطة، وبعد التحقيق معهم وتنقيطهم اكتشفت أن (ع.ر) هو موضوع بحث من أجل السرقة الموصوفة، ونفس الشيء بالنسبة ل(ج.ع). و بإرشاد من(ع.ر) تم إيقاف (ع.ت) وتم فتح تحقيق في الموضوع وتقديم المتهمين إلى العدالة.
تصريحات المتهمين أفاد المتهم (م.ز) بأنه التقى أصدقاءه (ع.ت) و(ح.ه) و(س.ص) فتوجه الجميع نحو إحدى الساحات بالمدينة من أجل تناول المخدرات، وتناول لصاق «السيليسيون» و«الدوليو»، وبينما هم كذلك، حضر بعد لحظات (ز.ز) وأخبرهم أن سعيد المعروف باستهلاك المخدرات و شرب الخمر يحمل معه مبلغا ماليا مهما وهاتفا محمولا وجهاز MP4. الخبر أسال لعاب المتهمين، الذين كانوا في حاجة ماسة إلى المال، فخططوا جميعا لسرقته، والتحقوا به بناء على اتفاق بينهم إلى مكان وجوده، وتمكنوا من شل حركته، و بالتالي الاستيلاء على هاتفه النقال و جهاز MP4 وفروا جميعا من مكان الحادث. ولما حاول الضحية ملاحقتهم رموه بالحجارة، إلا أنه كان يتفاداها بالرجوع إلى الوراء إلى أن سقط من أعلى قنطرة خاصة بسكة القطار، فأصيب بجروح بليغة في رأسه. وكان المتهمون قد استهدفوا كذلك لوحات فولاذية وأسلاكا نحاسية من تجزئة سكنية، و استولوا على عدة آلات للخياطة و قطع القماش من النادي النسوي بالمدينة، وجهاز تلفزيون من إحدى المدارس، وأجهزة مختلفة ومبالغ مالية من أحد المنازل. وفاة الضحية متأثرا بجراحه عند انتقالها إلى مسرح الحادث، تم العثور على الضحية ممددا أسفل القنطرة الخاصة بسكة القطار وقد فارق الحياة. وقد ثبت من خلال وقائع القضية ومحضر البحث التمهيدي وتصريحات الأطراف أن الضحية أصيب بجروح بليغة في الرأس، توفي على إثرها أسفل قنطرة خاصة بسكة القطار. وبعد التحقيق معهم نفى المتهمون في سائر مراحل البحث و التحقيق علاقتهم بالحادث، موضحين أن الضحية حاول أن يتفادى حجرا انطلق من يد أحدهم ففقد توازنه و سقط من أعلى القنطرة. الحكم على المتهمين ثبت لغرفة الجنايات باستئنافية سطات أن الضحية توفي بسبب الجروح الناجمة عن السقوط ولم يثبت لها أنه مات بفعل صادر عن أحد المتهمين. كما لم تكن تظهر على جسمه آثار الإيذاء العمدي أو الضرب المسبب للموت، كما ثبت لغرفة الجنايات أن تواجد المتهمين مجتمعين في أوقات وأماكن مختلفة وإقدامهم على ارتكاب جرائم متنوعة ضد الأموال يؤكد مسبقا أنهم اتفقوا على عمليات الإجرام. لكل هذه الأسباب مجتمعة أدانت غرفة الجنايات باستئنافية سطات المتهمين في القضية، وهم (ز.ز) و(ح.ه) و(س.ص) و(ع.ر) بتكوين عصابة إجرامية و السرقة الموصوفة و محاكمتهم طبقا للقانون وعدم متابعة (ز.ز) و(ح.ه) و(س.ص) بتهمتي السرقة بالسلاح والقتل العمد، فأصدرت حكمها بخمس سنوات سجنا نافذا في حق ثلاثة متهمين، ويتعلق الأمر ب (ز.ز)19 سنة و(ح.ه)18 سنة و(س.ص)17سنة، و سنتين بالنسبة للمتهم الرابع (ع.ر)19 سنة، بما نسب إليهم من تهم تكوين عصابة إجرامية و القتل العمد والسرقة بالسلاح والسرقة الموصوفة للأول و الثاني والثالث، و تكوين عصابة إجرامية والسرقة الموصوفة بالنسبة للرابع.