تفرخ شبكات الإجرام بكل من أحياء الرشاد، والإنبعاث، وأبي رقراق، واليوسفية التابعة لمنطقة التقدم السويسي بشكل مستمر، إذ كلما اعتقلت مصالح الأمن منحرفين وفككت شبكة إجرامية تتوالد أخرى، سواء من أبناء هذه الأحياء الشعبية أو الوافدين عليها، والذين يتعاطون للاتجار في المخدرات والضرب والجرح، والسرقات بأصنافها، ومعاقرة الخمر... إلخ. وقد نتج عن صعوبة تضاريس بعض الأحياء وضيق أزقتها والتي هي وليدة البناء العشوائي من جهة تعثر ملاحقة المتهمين، ومن جهة ثانية وجود أرضية خصبة لتفشي الظاهرة الإجرامية التي تقلق ساكنة الأحياء، مما يتعين على الجهات المعنية على صعيد ولاية الرباط تدارس هذه الوضعية ضمن استراتيجية للحد من مظاهر الإنحراف والإجرام. وهكذا كانت عناصر الأمن للمجموعة الثامنة للبحث بالفرقة الجنائية الولائية بالرباط قد فككت عصابات يتزعمها كل من الملقب ب «اللّفعة»، «وإيدا»، «والمهراز» و«مامي»، و«الجلطي»... ليتواصل البحث عن فارين شكلوا بدورهم عصابات بعد أن تواروا عن الأنظار لمدة محددة. في هذا السياق اعتقل متهم من مواليد 1989 كان يحترف السرقات لتدبير مصروفه اليومي من أجل اقتناء الخمر والمخدرات منذ حداثة سنه بعد طرده من المدرسة (السنة السابعة إعدادي) لكثرة غيابه ورسوبه المتواصل و«اندماجه» مع منحرفين بالشوارع، حيث قدم للعدالة مرتين، الأولى حينما كان حدثا من أجل تكوين عصابة والسرقة الموصوفة وحكم بسنتين حبسا سنة 2007، والثانية سنة 2009 بتهمة محاولة إدخال المخدرات إلى السجن وانتحال صفة شخص حكم من أجلها بشهرين حبسا. وكان المتهم قد زعم عند إلقاء القبض عليه في المرة الثانية أنه قاصر من مواليد 1992 وأدلى بهوية مزورة للحيولة دون تسجيل السوابق القضائية في سجله والاستفادة من تخفيض الأحكام الحبسية، مضيفا أنه اعتاد انتحال اسم عند اعتقاله. ونسب إلى المتهم تمهيديا أنه كان يُشكل مع متهمين مجموعات من متهمين اثنين إلى سبعة أشخاص لاعتراض سبيل المارة داخل الأحياء السالفة الذكر أو خارجها بالسلاح الأبيض، وارتداء الأقنعة (جوارب النساء وطاقيات) . وأقر المتهم المبحوث عنه بموجب 11 شكاية حسب ذات المصدر بتولي تدبيره عصابة بعد إيقاف أحد مسيريها، والذي كان يروج المخدرات لفائدة المجموعة التي تقتسم عائدتها و«محصول» السرقات لصرفها في معاقرة الخمر والمخدرات... وأحيل المتهم على العدالة بتهمة تكوين عصابة إجرامية والسرقات بالطرق العمومية وبيد مسلحة والضرب والجرح المؤدي إلى عاهة مستديمة. كما أحيل متهمان آخران بنفس الأحياء الشعبية بتهم تكوين عصابة إجرامية والسرقات بالعنف بالطرق العمومية وبيد مسلحة والماء الحارق والتهديد بواسطة سلاح أبيض والسرقات بالعنف وباستعمال الأقنعة والمشاركة والمساهمة في ذلك وإخفاء مسروق، وحالة العود، والضرب والجرح العمديين الخطيرين، والسرقة الموصوفة والهجوم على مسكن الغير والجرح والاحتجاز والإغتصاب. ونسب إلى متهم تنفيذه 55 عملية سرقة، أغلب ضحاياها من النساء، فضلا عن اقتحام منزل وتعريض قاطنيه إلى الضرب والاحتجاز لمدة تزيد عن 4 ساعات واغتصاب فتاة به . وقد عززت هذه المسطرة ب 42 شكاية وظل البحث متواصلا عن ستة متهمين فارين. ولتقريب الصورة عن عمليات السرقة نقدم فيما يلي نماذج بعض السرقات التي تمت الاستعانة في إحداها بفتاة من أجل استقدام الضحايا في الملف الأول المتابع فيه متهمان رهن الاعتقال وثمانية متهمين في حالة فرار: - العملية الأولى: استهداف شخصين بالزنقة 40 بحي الفرح وسلبهما تحت التهديد بالسلاح الأبيض مبلغ 1500 درهم وهاتف نقال، حيث أصاب ضحية بعاهة مستديمة على مستوى عينه التي لم يعد يرى بها شيئا. - العملية الثانية: اعتراض سبيل قاصرعلى مقربة من إعدادية ابن بطوطة بواسطة سكين من حجم كبير والاستيلاء على هاتف نقال بيع بثمن 400 درهم. - العملية الثالثة: اعتراض طريق فتاة بحي اليوسفية وسرقة حقيبتها اليدوية التي كانت تحتوي على مبلغ مالي وهاتف. - العملية الرابعة: تعريض مواطن كان يمارس الرياضة قرب محطة للوقود بحي اليوسفية للضرب والجرح بواسطة السكاكين وانتزاع هاتفه النقال. - العملية الخامسة: نشل حقيبة يدوية لفتاة قرب مارشي حي اليوسفية تحت التهديد، حيث تم العثورعلى وزرة بيضاء، وهاتف نقال ومبلغ 50 درهما ليتم التخلص من الحقيبة بإحدى القمامات. - العملية السادسة: سرقة حقيبة يدوية من فتاة عثر بداخلها على مبلغ مالي مهم وهاتف نقال. - العملية السابعة: اعتراض طريق فتاة بحي الطائرات إلا أنه عند الشروع في تهديدها حلت دورية للأمن بعين المكان، مما أدى إلى فرار المتهم واعتقال شريكين اثنين. - العملية الثامنة: سلب تلميذة هاتفها النقال ومبلغ 50 درهما قرب ثانوية للاعائشة. - العملية التاسعة: تعريض مواطن للضرب بعد سلبه تحت التهديد مبلغ 800 درهم وهاتف نقال بطريق الولجة المطلة على نهر أبي رقراق بعيداً عن التجمع السكني. - العملية العاشرة: اصطحاب مشاركة المتهم أحد الضحايا إلى حديقة البط وسلبه مبلغ 160 درهم وهاتف نقال و«جاكيط» سوداء، كما تم تفتيش «الخليلة» لعدم إثارة شكوك «الفريسة». - العملية الحادية عشرة: اعتراض سبيل فتاتين بالقرب من حديقة البط وسرقة هاتف نقال ومبلغ 200 درهم تحت التهديد بالسكاكين.