كشف مصدر حزبي ل«المساء» أن قيادة حزب الأصالة والمعاصرة ستنكب خلال الأسابيع القليلة القادمة على إعادة ترتيب أوراق الحزب، خلال لقاء تنظيمي يجمع أعضاء المكتب الوطني والأمناء الجهويين والإقليميين، شبيه بالخلوة التنظيمية التي كان قد دخلها رفاق «الهمة» الصيف الماضي بطنجة لترتيب البيت الداخلي. وقال المصدر إن هناك تفكيرا جديا لدى قيادة الحزب لإعادة ترتيب الأوراق والإجابة عن سؤال مركزي هو: إلى أين يسير الحزب بعد ما يربو عن السنتين من تأسيسه إثر اندماج خمسة أحزاب وفعاليات من «حركة لكل الديمقراطيين»؟ مشيرا إلى أن اللقاء التنظيمي ينتظر أن يعقد خلال نهاية شهر دجنبر الجاري أو بداية السنة القادمة، بعد أن ارتأت قيادة الحزب تأجيل عقده السبت القادم إلى وقت لاحق. ويأتي اللقاء التنظيمي الجديد بعد الخلوة التنظيمية التي عقدت لتجاوز المشاكل التنظيمية للحزب، التي طفت على السطح في الأشهر الأخيرة، وإعادة ترتيب البيت الداخلي، وبعد كشف فؤاد عالي الهمة مؤسس الحزب في بداية الدخول السياسي الحالي عن خريطة طريق ل«ولادة ثانية» ل«البام»، كان من أبرز نقطها إعادة النظر في الهيكل التنظيمي للمقر المركزي للحزب، والواجهة التنظيمية للحزب، ولجان المكتب الوطني. إلى ذلك، ينتظر أن تحسم لجنة التتبع والتقييم، التي يرأسها الهمة، خلال الأيام القادمة في لائحة باقي أسماء الأمناء العامين الجهويين، الذين سيتم انتدابهم لمهمة الإشراف على الأمانة العامة الجهوية للحزب، في سياق «إعطاء نفس جديد للهياكل التنظيمية للحزب» من خلال «جيل جديد من المنسقين». وكان «البام» قد كلف في هذا السياق كلا من محمد أتركين وفاتح الذهبي بالإشراف على الأمانة العامة الجهوية للحزب بجهة سوس ماسة درعة وجهة تادلة أزيلال على التوالي، ويونس السكوري بجهة الرباطسلا، ومحمد العزوزي بجهة الغرب، فيما احتفظ كل من حميد نرجس، رئيس الفريق النيابي، بمسؤولية الإشراف على الأمانة العامة بجهة مراكش تانسيفت الحوز، التي يعتبر فيها الحزب قوة تنظيمية وانتخابية، ووحيد خوجة، عضو المكتب الوطني، بجهة الدارالبيضاء. من جهة أخرى، حددت قيادة الأصالة والمعاصرة يوم 18 دجنبر الجاري لعقد اللقاء الوطني التأسيسي ل«المؤسسة الوطنية لمنتخبي الحزب»، التي تعتبر أداة لتفعيل تصورات الحزب في مجال العمل الجماعي ودعم منتخبيه في مخططات التنمية وسياسة القرب والتخليق. ويربط الحزب بين ميلاد الإطار المذكور وبين الحاجة إلى تنسيق الجهود والمبادرات بين منتسبي الحزب في مختلف المجالس التمثيلية المحلية والجهوية والوطنية والغرف المهنية. وحسب مصادر من الحزب، فإن نقاشا ثار خلال الأشهر الماضية داخل الحزب حول الإطار القانوني للهيئة بين قائلين بإنشاء جمعية لمنتخبي الحزب، وآخرين طالبوا بمؤسسة للمستشارين الجماعيين، مشيرة إلى أن كلا من أحمد التهامي وميلودة حازب، عضوي المكتب الوطني، كانا قد قدما تصورا عن الإطار المزمع تأسيسه. وفي سياق آخر، كشف عضو في المكتب الوطني للأصالة والمعاصرة، فضل عدم ذكر اسمه، أن قيادة الحزب اختارت عدم الرد على الهجوم الذي شنه قياديون في حزب الوزير الأول عباس الفاسي على «البام»، مؤخرا، على صفحات جريدة العلم» لسان حزب الاستقلال، وفي تصريحات صحافية، على خلفية أحداث العيون، واصفا ذلك الهجوم بأنه يدخل في «سياق المزايدات السياسية»، ومشيرا إلى أن الحزب ارتأى عدم الرد على ما أسماها الحرب الضروس التي يخوضها الاستقلاليون ضد «البام» مراعاة ل «الظروف التي تجتازها حاليا القضية الوطنية، وللحملة الخارجية المغرضة الموجهة ضد المغرب.. فنحن نحرص، في هذا الوقت بالذات، على أن تكون الجبهة الداخلية متراصة بالرغم من الخلافات السياسية القائمة بين الأحزاب».