يشكل لقاء سيجمع اليوم الفريق النيابي لحزب الأصالة والمعاصرة بأعضاء المكتب الوطني فرصة ثانية بعد محطة «الخلوة» السياسية والتنظيمية ل«رأب» الصدع بين برلمانيي الحزب وأعضاء في حركة لكل الديمقراطيين، ومحاولة أخرى لتجاوز تبعات الصراع المشتد بينهما منذ أسابيع حول المواقع داخل الحزب. وتوقع قيادي من حزب كاتب الدولة السابق في الداخلية فؤاد عالي الهمة أن يكون لقاء الفريق النيابي بالجهاز التنفيذي للحزب ساخنا، خاصة في ظل تنامي الشعور بالغبن والتعتيم في صفوف البرلمانيين، حسب قول المصدر. وقال القيادي، الذي تحفظ عن ذكر اسمه، ل«المساء» إن «هناك استياء داخل الفريق النيابي لا يمكن لأحد أن ينكره بسبب تشويه موقف البرلمانيين من خلال تصويرهم أن لا هم لهم إلا الانتخابات، وأنهم مجرد كائنات انتخابية، وأنهم غير مؤهلين، في حين أن الواقع يشير إلى أن الفريق النيابي طرح وأثار قضايا على قدر كبير من الأهمية». واتهم نفس المصدر أطرافا، لم يسمها، داخل الحزب، بممارسة «التعتيم على عمل الفريق مقارنة بفريق الحزب بمجلس المستشارين، وهو تعتيم نجهل سببه، وكذا بتشويه موقفه وتشخيص القضايا وإظهار أن أعضاءه غير مستوعبين وغير منسجمين مع المشروع الذي جاء به الحزب»، مشيرا إلى أن «شعورا بالغبن تسرب إلى صفوف الفريق بعد أن أصبحنا أمام ثنائية «الملائكة والشياطين».» وأبدى القيادي المذكور استغرابه من إصرار بعض قياديي الحزب على ألا يكون للبرلمانيين دور كبير في تقرير مصيره، وكذا من عقد أعضاء في المكتب الوطني منتمين لحركة لكل الديمقراطيين لقاءات موازية لاجتماع المكتب، تعرف حضور أعضاء في الحركة ينتمون إلى أحزاب أخرى، يتم خلالها الحسم في الكثير من أمور الحزب. ويأتي لقاء اليوم بعد لقاء مماثل عقده المكتب الوطني برئاسة محمد الشيخ بيد الله، الأمين العام للحزب، بعد انعقاد الدورة الاستثنائية للمجلس الوطني في 12 يونيو الماضي، حاول من خلاله بيد الله طمأنة البرلمانيين وتبديد مخاوفهم بشأن وضعهم والوضعية التنظيمية للحزب في ظل حديث عن إمساك حركة لكل الديمقراطيين بكل الخيوط داخل الحزب، كما يأتي بعد أن لم يفلح البرلمانيون «الغاضبون» في الظفر بلقاء مؤسس الحزب لبثه شكواهم، رغم طلباتهم المتكررة بهذا الشأن. إلى ذلك، نفى طاهر شاكر، عضو الفريق النيابي، وجود صراع بين برلمانيي الحزب وأعضاء في المكتب الوطني، واصفا الحديث عن ذلك الصراع ب«الكلام الفارغ» الصادر عن جهات تستهدف النيل من «حزب يمارس السياسة بطريقة جديدة، حزب خلخل المشهد السياسي، وفرض إيجابيات عدة لم يكن يعرفها ذلك المشهد». وقال شاكر في اتصال مع «المساء» إن «البام بخير وسيظل كذلك. أما النقاش الذي يعرفه الحزب فهو أمر طبيعي، بالنظر إلى أن الحزب جمع بين أهل الميسرة والميمنة، وعلى كل حال حتى وإن اشتد ذلك النقاش في بعض المحطات، فإنه لا يختلف عما تعرفه باقي الأحزاب المغربية». جدير ذكره أن اللقاء الذي سيعقده المكتب الوطني، بعد لقاء مماثل جمعه بفريق الحزب بمجلس المستشارين الأسبوع المنصرم، سيعرف مناقشة المشاكل التي يعيشها الحزب في مختلف جهات المملكة، وعلاقة البرلمانيين برجال السلطة والمسؤولين الجهويين.