يعيش حزب الأصالة والمعاصرة هذه الأسابيع الأخيرة ورطة حقيقية بسبب الغياب الطويل لفؤاد عالي الهمة عن الأنظار، كما أن "الخلوة السياسية" التي نظمها المكتب السياسي للحزب في مدينة طنجة مطلع الشهر الجاري، انتهت إلى نقاش داخلي عن أسباب عدم حضور الهمة للمشاركة في النقاشات التي عقدت خلالها، وعوض أن تخصص لقاءات ومشاورات هذه الخلوة للتفكير في قضايا من قبيل الإعداد للمؤتمر الثاني المزمع تنظيمه هذه السنة، وترتيب البيت الداخلي، والتفكير بعمق في طريقة عمل الحزب لتحقيق الالتزامات التي قطعها على نفسه في علاقته بالمواطنين، والآليات التي يتعين اعتمادها في إطار سياسة القرب التي ينهجها، فضلا عن ورش مرافقة المنتخبين خاصة بعد أن ظهر أن مجموعة من منتخبي الحزب لا يستجيبون لانتظارات المواطنين، كما أكد على ذلك قيادي في المكتب السياسي، كان النقاش والتفكير حول أسباب غياب الهمة عن المشاركة في النقاش، وعن الآفاق المستقبلية وتأثير هذا الغياب على حظوظ الحزب في الانتخابات القادمة. ويتأكد للمراقبين أن حضور فؤاد عالي الهمة، يعتبر أهم محرك لمشروع الأصالة والمعاصرة، والسبب الرئيسي وراء استقطاب الأعيان والمعارضين اليساريين القدامى الذين كانوا يحاربون النظام داخل وخارج المغرب، وأصبحوا خلال السنوات الأخيرة يتقدمون الأسماء التي تدافع عن مشروع الهمة في إعادة ترتيب البيت الحزبي. ويخشى أعيان الحزب الذي جاؤوا من أحزاب منافسة أو من خارج العمل الحزبي، أن تكرر فترات غياب الهمة عن تدبير شؤون الحزب، لأنهم يعتبرون أن صديق الملك هو ضمانة تطور تجربة الأصالة والمعاصرة، وليس حضور باقي أعضاء المكتب السياسي، أو حضور محمد الشيخ بيد الله، الأمين العام للحزب. وتأكدت "مرايا بريس" من تصاعد حدة مطالب أعضاء في المكتب السياسي للأصالة والمعاصرة بخصوص ضرورة انتخاب هيئات الحزب القيادية بشكل ديمقراطي خلال المؤتمر الثاني، والذي تأجل إلى وقت لاحق، وتطالب هذه الدعوات بأن يكون المؤتمر الوطني القادم، محطة لتقييم عملية اندماج خمسة أحزاب ومسؤولي الحركة "من أجل كل الديمقراطيين"، وتأثير فؤاد عالي الهمة على شعبية الحزب بين المواطنين، والتي من المتوقع أن تنعكس إما بالإيجاب أو بالسلب أثناء الانتخابات التشريعية القادمة في شهر خريف 2012.