قررت هيأة محكمة الاستئناف بمراكش، استدعاء مدير مستشفى «ابن طفيل» في قضية السجين «هشام بولعقيدات»، الذي يقضي عقوبة حبسية تصل إلى ثماني سنوات، بسجن بولمهارز بالمدينة الحمراء. وقد اتخذت هيأة المحكمة قرار استدعاء المدير في جلستها الأخيرة، للمثول أمامها، من أجل الإدلاء بشهادته بخصوص التقرير الطبي، الذي أنجزه حول الوضع الصحي، للمدعو قيد حياته «مصطفى ليبة»، الذي أدين السجين «هشام» بالتسبب في مقتله، بعد نزاع وشجار نشب بين الطرفين. ويعزز التقرير الطبي المنجز من طرف مدير مستشفى ابن طفيل (سيفيل)، بتاريخ 15 يناير2010، فرضية عدم تعرض الهالك إلى الاعتداء بواسطة السلاح الأبيض، إذ جاء فيه أنه من خلال الفحص السريري، تبين أنه» لم تكن هناك جروح على جسمه (أي المصطفى ليبة) من جراء اعتداء جسدي». وينتظر أن يمثل هذا الاستدعاء القضائي، والشهادة التي سيدلي بها مدير مستشفى بن طفيل، أمام محكمة الاستئناف، منعطفا حاسما في الاتجاه الذي ستؤول إليه المحاكمة، في الوقت الذي تأمل أسرة السجين إطلاق سراح أبنها وعودته إلى أبناءه الصغار. ويقول «هشام بولعقيدات»، الذي يقبع بسجن «بولمهارز» بمدينة مراكش، مند ما يقارب السنتين، إنه «استنفد جميع الوسائل للحصول على حقه»، وأن شجاره مع المدعو قيد حياته «مصطفى ليبة»، كان «شجارا عاديا»، تدخل بعض الجيران لإنهائه. ويضيف هشام أن وفاة «مصطفى»، التي وقعت بعد أكثر من شهر على شجاره معه، تعود لمعاناته المستمرة من مرض القولون، وليس بسبب تعرضه لأي اعتداء بالسلاح الأبيض. يأتي هذا، في الوقت الذي تقدم فيه «أحمد ليبة»، شقيق الهالك «مصطفى ليبة» بدوره، بشهادة هي عبارة عن إبراء لذمة السجين هشام بولعقيدات، الذي يقضي عقوبة ثماني سنوات سجنا نافذا بالسجن المحلي بمراكش، وذكر «أحمد ليبة» المزداد سنة 1939 في هذه الشهادة أن شقيقه «لم يتعرض لأي ضرب بالسلاح الأبيض»، حسب ما أخبره به الراحل قبل موته، وإنما وفاته سببها مرضه، الذي كان يعاني منه بسبب شربه للخمر وتعاطيه للمخدرات، تقول وثيقة وقعها شقيق الهالك تتوفر «المساء» على نسخة منها. كما قدم عبد العالي رقيب، أحد معارف القتيل، إشهاد آخرا، يقول فيه إنه زار «المصطفى ليبة»، وسأله عن أسباب إجرائه للعملية الجراحية فأخبره أنها «كانت نتيجة ألم على مستوى البطن، كان يعاني منه منذ أمد بعيد». وبعد خطوات عدة قام بها السجين لولعقيدات من أجل اثبات «براءته» من التهمة التي يتابع بها، قرر السجين توجيه رسالة مناشدة إلى الملك محمد السادس من أجل التدخل ل «رفع الظلم». ويلتمس السجين في رسالته التي توصلت «المساء» بنسخة منها من الملك أن «تعاد لي حقوقي وأسترجع حريتي». ويأمل «هشام»، أن تنتهي معاناته، ويستعيد حريته لمعانقة أبنائه والاطمئنان على والده المريض. وكانت غرفة الجنايات الابتدائية قد أدانت السجين «هشام بولعقيدات»، البالغ من العمر 36 سنة، في الملف الجنائي 464/2009 بثماني سنوات سجنا نافذا، بعد أن أدانته بتهمة الإيذاء العمدي المؤدي إلى الموت دون نية إحداثه، طبقا للفصل 403 من القانون الجنائي.