سجلت مبيعات البذور المختارة، الخاصة بالحبوب، مستوى قياسيا بمناسبة الموسم الفلاحي الحالي، حيث يرتقب -حسب التوقعات- بلوغ سقف مليون قنطار، في نهاية نونبر الجاري. وهو ما تأتّي نتيجة إقبال المزارعين على التزود بجميع أصناف البذور. وقد تم، حسب المعطيات المتوفرة، اتخاذ مجموعة من الإجراءات من أجل تشجيع التزود المبكر بالبذور، حيث تم اعتماد تحفيزات مالية وإطلاق حملات للإرشاد من قبل وزارة الفلاحة والشركة الوطنية لتسويق البذور «سوناكوس». في نفس الوقت، بادر أغلب المزارعين إلى التزود بحاجياتهم من البذور، حيث يستعدون للشروع في الحرث، بعد الأمطار الأخيرة التي عرفتها مختلف المناطق في المغرب. وبما أنه تم تصريف كل البذور المختارة المتوفرة، والتي وصلت كميتها إلى مليون قنطار، فسيكون على المتأخرين الذين لم يبادروا إلى الشراء، استعمال البذور العادية. وتشير عمليات تسويق البذور التي سجلت في الموسم الماضي والموسم الحالي إلى التطور الذي عرفه قطاع البذور، فقد تمت مضاعفة إنتاج البذور منذ سنة 2007، على إثر الجهود التي تبذلها وزارة الفلاحة والمقتضيات التي جاء بها المخطط الأخضر الذي يهدف إلى تحسين إنتاجية قطاع الحبوب، خاصة عبر تحسين استعمال المدخلات الفلاحية، وعلى رأسها البذور. وتبعا لتوجهات المخطط الأخضر الخاص بقطاع الحبوب، وخاصة الشق المتعلق بالبذور، اتخذت وزارة الفلاحة، عبر «سوناكوس»، جميع الإجراءات الضرورية من أجل بلوغ الأهداف المحددة لمختلف الجهات. ويهم برنامج مضاعفة البذور الخاصة بالحبوب الخريفية 51000 هكتار، من بينها 23316 هكتارا مسقية، مما يشكل 45.5 في المائة من مجمل الإنجازات. يشار إلى أنه من أجل تأمين تسويق البذور، تم اتخاذ مجموعة من الإجراءات من قبل الدولة وشركة «سوناكوس»، حيث إن لجوء الدولة إلى دعم سعر بيع البذور المختارة شجع الفلاحين على استعمال البذور. وفي نفس الوقت، عمدت «سوناكوس» إلى الإطلاق المبكر للمعالجات والتزويد والتعريف بالأسعار المدعومة وتتبع وضعية التسويق، ناهيك عن حملة التحسيس التي تحث الفلاحين على التزود المبكر بالبذور المختارة. وساهمت تدخلات وزارة الفلاحة وشركة «سوناكوس»، بالإضافة إلى التساقطات المطرية التي عرفها المغرب، في حث الفلاحين على التزود بالبذور المختارة، لتصل المبيعات إلى حوالي مليون قنطار في نهاية فترة الحرث. وفي سبيل تمكين الفلاحين من التزود بالأسمدة، اتخذت «سوناكوس» إجراءات لضمان تموين محلات التسويق، بل إنها بادرت بمعية المكتب الشريف للفوسفاط إلى إدخال ثلاث تركيبات جديدة، تروم عقلنة وملاءمة استعمال الأسمدة، حيث بلغت المبيعات 450 ألف قنطار. ومرت عملية تسويق بذور الشمندر في أحسن الظروف، حيث همت 2335 قنطارا، 58306 وحدات monogermes، بزيادة بنسبة 17 في المائة، مقارنة بالموسم الماضي.