باشر المدير التقني الوطني جان بيير مورلان مهامه، وباشر رحلة اكتشافية لأعماق الكرة المغربية في محاولة للتعرف ميدانيا على خبايا العمل القاعدي وإكراهاته، «المساء» التقت الإطار الفرنسي في مدينة آسفي، وهو يتابع أطوار نهائيات البطولة الوطنية للفئات الصغرى، ويدون ملاحظاته في شأن الممارسة القاعدية، لتحاوره حول أولوياته كمدير تقني وصعوبات البداية، مورلان أكد بأنه لا تطوير لكرة القدم الوطنية دون اهتمام بالفئات الصغرى. - هذه ثاني مهمة ميدانية للمدير التقني الوطني أليس كذلك؟ < لا هذه رابع مهمة على ما أعتقد، فقد حضرت مباراة المنتخب المغربي للشبان ضد نظيره البينيني، وانتقلت إلى الجديدة لمعاينة افتتاح دوري سامر كاب، وتابعت مبارتين في الدارالبيضاء برسم نفس المنافسة، والتقيت المدربين المغاربة المشاركين في الدورة التكوينية التي نظمها الاتحاد الإفريقي لكرة القدم، وها أنا في مدينة آسفي لمتابعة نهائيات بطولة المغرب للفئات الصغرى، إذن أنا أعاين على الطبيعة نوعية الممارسة وأستغل الفرصة لجمع أكبر عدد من المعطيات التي تعينني على وضع التصور النهائي. - ما هي الملاحظات التي خرجت بها بعد المعاينة الميدانية الأولية؟ < الملاحظة الأولية هي أن اللاعب المغربي سواء الناشئ أو الناضج يملك مهارات فردية كبيرة، تابعت لاعبي منتخب الشبان والمغرب الفاسي والجيش الملكي، والفئات الصغرى للوداد والجيش وخنيفرة وخريبكة، وتبين لي بأن اللاعب المغربي مهما كان عمره ميال للتعبير عن مهاراته ولو على حساب الانضباط التكتيكي والحضور البدني، لكن هذه مجرد معاينة أولية في انتظار جمع أكبر رصيد من المعطيات. - لكن كيف يمكن تقييم الوضع والنهائيات تجرى في عز الصيف؟ < هذه إعاقة الجميع يعرفها، لكن ورغم أنني لم أعرف بعد دوافع البرمجة ولم أطلع على جدول المباريات على مستوى الفئات الصغرى، إلا أنني متأكد من وجود إكراهات علينا جميعا أن نجد لها حلولا، لأن الكرة يجب ألا تظل على الأقل بالنسبة للناشئين مباريات للفوز، بل لقاءات للفرجة والترفيه ثم البحث عن الألقاب، إذا كان هدفنا هو الجودة التي نطمح إليها. - أغلب النوادي المغربية لا تتوفر على مراكز تكوين أليس هذا أكبر عائق أمام مدير تقني وطني؟ < طبعا التكوين أساس النجاح والضمانات التي أملك هي جدية برنامج تأهيل كرة القدم، حيث شرعت الجامعة في بناء مجموعة من مراكز التكوين الجهوية ولفائدة النوادي، نحن بصدد وضع الثوابت وأعتقد أن المكتب الفيدرالي يولي أهمية كبيرة لقطاع التكوين. - هل سيقوم مورلان بعمل مماثل مع فرق الهواة أيضا؟ < لن يقتصر عملي على أندية الصفوة بل سأهتم بالعمل القاعدي عند فرق الهواة التي تشكل قاعدة الهرم الكروي في المغرب، علينا أن نعرف بأن التكامل بين الهواة وما يسمى بالصفوة ضروري، ولا يمكن أن نلغي الهواة فقط لأنهم أقل اهتماما إعلاميا. هذه أفكار طموحة لكن تنفيذها على أرض الواقع يصطدم بإشكالية ضعف البنيات التحتية - ما دار بينك وبين المدربين المغاربة في أول لقاء بالدارالبيضاء؟ < اللقاء الذي تتحدث عنه ليس لقاء رسميا فيه عرض من هذا الجانب أو ذاك، يمكن أن تعتبره لقاء تعارف لأنني لبيت دعوة حضور أشغال الدورة التكوينية التي نظمها الاتحاد الإفريقي لكرة القدم، وما يهمني بالدرجة الأولى ليس هو مضمون ما يقدم للمكونين، بقدر ما كان يهمني أكثر التعرف على الأطر المغربية التي شاركت في الملتقى، وأنا سعيد بهذا اللقاء والتواصل الذي تم بيننا، وهذه خطوة في انتظار خطوات مماثلة. - في غياب بنيات تحتية تبدو الأفكار مجرد حبر على ورق؟ < لا ليس إلى هذا الحد من التشاؤم، لأن العمل القاعدي يبنى على ثلاثة أسس، أولها التأطير التقني وثانيها وسائل العمل، ثم في الدرجة الثالثة الشق الطبي، أما البنيات التحتية فمسألة بديهية، لكن لا يجب النظر إليها كمنشآت ضخمة تتطلب أموالا باهظة. - أليست في أجندتك لقاءات مع المدربين المغاربة والمدراء التقنيين للعصب؟ < بالتأكيد فالإدارة التقنية لا يمكنها أن تشتغل في عزلة بل علينا أن نقيم جسر تواصل مع مختلف الأطراف، لقد اتيحت لي أنا والناخب الوطني روجي لومير فرصة اللقاء ولو بشكل عابر مع رئيس ودادية المدربين المغاربة، وأتمنى أن نعزز اللقاءات مع كل التقنيين حتى نصل جميعا إلى الوصفة التي تنمي الممارسة القاعدية وتضمن للمغرب غزارة في المنتوج الكروي، خاصة وأن المكتب الجامعي يساند هذا الطرح. - هل وضعت التصور النهائي لهياكل الإدارة التقنية؟ < لا ليس بعد لكنني بصدد وضع آخر اللمسات عليه، ومع كل يوم تزداد معارفي وتتعمق أفكاري، الكل هنا يسعى لخدمة الوطن ولو بمقترح وجيه، وأنا على يقين بأن المكتب الجامعي سيزكي جميع التصورات التي نسعى من خلالها إلى إعادة بناء القاعدة الكروية وفق منظوم جديد. - إذن لن تستفيد من إجازة هذا العام؟ < أنتظر التحاق زوجتي بي هنا في المغرب من أجل منحي الاستقرار الكامل، وأستغل هذا النزر القليل من المباريات لرفع رصيدي من المعلومات التي لا يخفى على أحد أهميتها ولو كانت بتفاصيل مملة.