سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
البرلمان الأوربي يخصص جلسة اليوم لأحداث العيون والرباط تدعو إلى تجنب تبني «موقف متسرع» المغرب: «إلبايس وإلموندو تواصلان أسلوب التضليل في تغطية أحداث المدينة»
لم تنفع سياسة حسن النية التي أبداها المغرب تجاه الصحافة الإسبانية بعدما قررت السماح لصحفيين اثنين، وهما توماس باربيلو عن صحيفة «إلبايس» وأنا روميرو عن صحيفة «إلموندو»، بدخول مدينة العيون، عقب لقاء جمع مؤخرا بين وزير الداخلية المغربي الطيب الشرقاوي ونظيره الإسباني ألفريدو روبالكابا. فقد هاجمت وكالة المغرب العربي للأنباء، في قصاصة لها أول أمس الثلاثاء، طريقة تغطية الصحيفتين الأكثر مبيعا بإسبانيا («إلبايس» و«إلموندو»)، واتهمت صحفييْها بأنهما عوض أن يقوما بتغطية الأحداث بالعيون بطريقة حيادية وموضوعية، سارعا إلى البحث والتنقيب عن أي شيء يؤكد ادعاءات تقول إن المغرب قام بارتكاب مجزرة خلال عملية تفكيك مخيم أكديم إيزيك مؤخرا. وقالت الوكالة الرسمية المغربية إن الصحيفتين «فضلتا، على عادة بعض وسائل الإعلام الإسبانية، الاستمرار في اتباع أسلوب التضليل في تغطيتهما للأحداث الأخيرة التي عرفتها مدينة العيون، بالخصوص من خلال الاعتماد، في معلوماتهما، فقط على مصادر الانفصاليين من دون أي تدقيق أو تمحيص للمعطيات المنشورة كما تقتضي ذلك المبادئ الأولية للعمل الصحافي». وأوضح المصدر ذاته أن «صحيفتي «إلبايس» و«إلموندو» أوردتا في عدديهما ليوم الثلاثاء الماضي شهادات لمواطنين صحراويين تفيد بأنهم أصيبوا بطلقات نارية وتعرضوا للتعذيب على أيدي قوات الأمن في العيون، وكان حريا بالمراسلين، الموجودين بعين المكان، التدقيقُ في معلوماتهما واستقاؤها من مصادرها الحقيقية وليس الافتراضية، بيد أنهما تصرفا بسوء نية لإثبات أشياء موجودة فقط في مخيلتيهما، من نظير الأخبار الزائفة التي نشرها زملاؤهما في السابق عن «مئات الجثث» و«المجازر الجماعية» و«4000 معتقل»، وغير ذلك من الأكاذيب التي ثبت فقدانها لأي دليل صدق، وفندتها السلطات المغربية في حينها بالأدلة الدامغة». وأشار المصدر ذاته إلى أن توماس باربيلو، مبعوث صحيفة «إلبايس» إلى العيون، عزز مقالته بشهادات «عدة صحراويين يُظهرون في العيون جروحا ناجمة عن إصابتهم بالرصاص وآثارا للتعذيب. لكن عند التدقيق في ما بين سطور هذه الشهادات المزعومة نجد أن الصحافي يقول إنه توصل من طرف جهة، تعد مصدر ثقته، بشريط فيديو لشخص يتحدث عن التعذيب، لكنه يضيف أنه لم يكن ممكنا الالتقاء بهذا الشخص، نظرا إلى ما أسماه المراقبة التي تفرضها عليه قوات الأمن»، في حين أن «آنا روميرو، مراسلة «إلموندو» من العيون، فنحت نفس المنحى وتحدثت بدورها عن تعذيب أعداد كبيرة من المعتقلين، وقدمت ما زعمت أنه شهادات لأشخاص تعرضوا للتعذيب. تم سرعان ما تعترف في مقالها، وإن بشكل محتشم، بأن هذه الشهادات استقتها بصعوبة لأن الصحراويين -حسب زعمها- مراقبون ويخشون الحديث». وفي سياق متصل، من المنتظر أن يناقش البرلمان الأوربي، يومه الخميس، قضية الصحراء المغربية وأحداث مخيم أكديم إزيك وسط ضغوطات يمارسها برلمانيون أوربيون موالون للجزائر والبوليساريو بهدف استصدار موقف أوربي ضد المغرب. وفي هذا الإطار، جددت وزارة الشؤون الخارجية والتعاون المغربية دعوتها للبرلمان الأوربي إلى التعامل بحكمة وواقعية وموضوعية مع تلك الأحداث، وفق ما ورد في بلاغ للخارجية المغربية التي حذرت البرلمان الأوربي من اتخاذ أي موقف متسرع بناء على معطيات مغلوطة، مشيرة إلى أن المغرب لا يطلب من شركائه أن يحابوه. وأوضح المصدر ذاته أنه «أمام أحداث العيون -التي يعرف الجميع اليوم مصدرها وتحقَّق من عملية توظيفها وحدد المحركين الحقيقيين لها، ولكنه عرف أيضا ضحاياها الرئيسيين، والذين كانوا في صفوف قوات الأمن- فإن المغرب لا يطلب من شركائه أن يعاملوه بمحاباة، بل يطالب، على العكس من ذلك، بموقف متبصر وموضوعي وواقعي، بعيدا عن كل مناورة أو إسقاط أو تسرع». وأضاف البلاغ: «هنا يكمن أساس ومعنى الشراكة المغربية الأوربية، إنها مبنية على تثمين الفرص في مجال التعاون القطاعي، وعلى المسؤولية المشتركة لمواجهة التحديات، خصوصا الأمنية المتعددة التي يواجهها المغرب وأوربا».