رغم منح المغرب الإذن بدخول مراسلي صحيفتي ''إل باييس'' و''إل موندو'' الإسبانيتان إلى العيون، إلا أنهما فضلتا مواصلة أسلوب التضليل في تغطيتهما للأحداث الأخيرة التي عرفتها مدينة العيون، بالخصوص من خلال الاعتماد فقط في معلوماتهما على مصادر الإنفصاليين من دون أي تدقيق أو تمحيص للمعطيات المنشورة كما تقتضي ذلك المبادئ الأولية للعمل الصحافي. ونشرت صحيفتا ''إل باييس'' و''إيل موندو'' في عدديهما ليوم الثلاثاء 23 نونبر 2010 شهادات لمواطنين صحراويين قالت ''إنهم أصيبوا بطلقات نارية وتعرضوا للتعذيب على أيدي قوات الأمن في العيون'' دون التدقيق في معلوماتهما واستقائها من مصادرها الحقيقية وليس الافتراضية، رغم تواجد مراسليهما في عين المكان. وهكذا عنون طوماس باربيلو مراسل صحيفة '' إل باييس '' إلى العيون مقالته ب ''عدة صحراويين يظهرون في العيون جروحا ناجمة عن إصابتهم بالرصاص وآثارا للتعذيب''، لكن عند التدقيق في ما بين سطور هذه الشهادات المزعومة يقول الصحافي ''إنه توصل من طرف جهة تعد مصدر ثقته بشريط فيديو لشخص يتحدث عن التعذيب'' ويضيف ''لم يكن ممكنا الإلتقاء بهذا الشخص'' نظرا لما أسماه المراقبة التي تفرضها عليه قوات الأمن. أما آنا روميرو مراسلة ''إيل موندو'' من العيون فنحت نفس المنحى وتحدثت بدورها عن ''تعذيب أعداد كبيرة من المعتقلين'' وقدمت ما زعمت أنه شهادات لأشخاص تعرضوا للتعذيب، ثم سرعان ما تعترف في مقالها، وإن بشكل محتشم، أن هذه الشهادات استقتها بصعوبة لأنه حسب زعمها فإن ''الصحراويين مراقبون ويخشون الحديث''. هذه المنابر الإعلامية الإسبانية وصفتها (الجمعية الصحراوية من أجل الوحدة الترابية) بأنها ''تختلق أكاذيب فاضحة''. وأوضحت الجمعية، في بيان استنكاري، أن هذه المنابر، التي استغلت صور ضحايا العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة وصورا أخرى لجريمة وقعت بالدار البيضاء وادعت بأنها صور لضحايا أحداث العيون، ضربت عرض الحائط أخلاقيات العمل الصحفي. هذا في الوقت الذي أكد فيه خيسوس كالديرا وزير التشغيل السابق رئيس مؤسسة ''إدياس'' (أفكار) التابعة للحزب الاشتراكي العمالي الإسباني أنه لم يتم تفسير أحداث العيون للمجتمع الإسباني بالشكل الكافي، مبرزا أن قوات الأمن المغربية لم تكن تحمل أسلحة خلال تفكيكها لمخيم كديم إيزيك. وأوضح خيسوس كالديرا، الذي حل ضيفا على البرنامج الصباحي لاذاعة ''كوبي''، أن العدد الكبير من الوفيات في صفوف قوات الأمن المغربية يجد تفسيره في كون قوات الأمن لم تكن مسلحة أثناء تفكيكها لمخيم كديم إيزيك. وفي نفس السياق، أكد رئيس الحكومة الإسبانية خوسي لويس رودريغيث ثاباتيرو أنه سيكون من الصعب تقبل الحقيقة التي بدأت تظهر جليا بخصوص الأحداث الأخيرة بالعيون من قبل الموالين للبوليساريو في إسبانيا. وذكرت وكالة الأنباء ''أوروبا برس'' الاسبانية، إستنادا إلى أعضاء اللجنة التنفيذية الاتحادية للحزب العمالي الاشتراكي الإسباني التي عقدت أمس الاثنين اجتماعا بمدريد، أن رئيس الحكومة الاسبانية طلب من اللجنة التنفيذية إطلاع أعضاء الحزب والمجتمع الإسباني على المعطيات المتعلقة بتفكيك مخيم كديم إيزيك، مقرا بأنه ''قد يكون من الصعب على مجموعة كانت قريبة تقليديا من جبهة البوليساريو تقبل هذه المعطيات''. وفي ندوة صحافية عقب اجتماع اللجنة التنفيذية للحزب الاشتراكي العمالي الإسباني، أكد الأمين المكلف بالتنظيم بالحزب مارثيلينو إيغليسياس أن حزبه كان ''محقا عندما غلب الحذر على الاندفاع''، خصوصا أن المعلومات التي أضحت مؤكدة تفند جميع ادعاءات ''البوليساريو''.