فضلت صحيفتا "إل باييس" و"إل موندو" الإسبانيتان وكما هي عادة بعض وسائل الإعلام الإسبانية مواصلة أسلوب التضليل في تغطيتها للأحداث الأخيرة التي عرفتها مدينة العيون، بالخصوص من خلال الاعتماد فقط في معلوماتها على مصادر الإنفصاليين من دون أي تدقيق أو تمحيص للمعطيات المنشورة كما تقتضي ذلك المبادئ الأولية للعمل الصحافي. فمواصلة لنفس نهج الخداع والتضليل، كلما تعلق الأمر بالمغرب وقضاياه، نشرت صحيفتا "إل باييس" و"إيل موندو" في عدديهما اليوم الثلاثاء شهادات لمواطنين صحراويين قالت "إنهم أصيبوا بطلقات نارية وتعرضوا للتعذيب على أيدي قوات الأمن في العيون". وفي الوقت الذي كان حريا بالمراسلين الموجودين بعين المكان، التدقيق في معلوماتهما واستقائها من مصادرها الحقيقية وليس الافتراضية، نجدهما يتصرفان، والحالة هذه، بسوء نية لإثبات أشياء موجودة فقط في مخيلاتهم، من نظير الأخبار الزائفة التي نشرها زملاؤهم في السابق عن "مئات الجثث" و"المجازر الجماعية" و"4000 معتقل" وغير ذلك من الأكاذيب التي ثبت فقدانها لأي دليل صدق، وفندتها السلطات المغربية في حينها بالأدلة الدامغة. وهكذا عنون طوماس باربيلو مراسل صحيفة " إل باييس " الى العيون مقالته ب"عدة صحراويين يظهرون في العيون جروحا ناجمة عن إصابتهم بالرصاص وآثارا للتعذيب"، لكن عند التدقيق في ما بين سطور هذه الشهادات المزعومة يقول الصحافي "إنه توصل من طرف جهة تعد مصدر ثقته بشريط فيديو لشخص يتحدث عن التعذيب" ويضيف "لم يكن ممكنا الإلتقاء بهذا الشخص" نظرا لما أسماه المراقبة التي تفرضها عليه قوات الأمن. أما آنا روميرو مراسلة "إيل موندو" من العيون فنحت نفس المنحى وتحدثت بدورها عن "تعذيب أعداد كبيرة من المعتقلين" وقدمت ما زعمت أنه شهادات لأشخاص تعرضوا للتعذيب، ثم سرعان ما تعترف في مقالها، وإن بشكل محتشم، أن هذه الشهادات استقتها بصعوبة لأنه حسب زعمها فإن "الصحراويين مراقبون ويخشون الحديث". والحال أن هذين الصحافيين يقدمان الدليل، من حيث لا يدريان، على أنهما وعكس الأباطيل التي روجت لها في السابق بعض الأبواق الإعلامية الإسبانية، لديهما مطلق الحرية في التنقل بمختلف مناطق المغرب، وممارسة مهامهما الصحافية، المهام التي للأسف لا يمارسانها كما تقتضيه الأعراف والتقاليد المهنية المتعارف عليها عالميا بكل مسؤولية وتجرد. هذا وعلى الرغم من الدلائل والبراهين الدامغة التي قدمتها السلطات المغربية حول حقيقة تلك الأحداث والتي أكدتها بدورها منظمات وهيئات دولية من قبيل بعثة المينورسو التي أكد مسؤولها بالعيون عدم وجود أي اثر للرصاص في مخيم " كديم يزيك" أو منظمة " هيومان رايتس ووتش " التي أكدت حصيلة القتلى التي أعلنت عنها السلطات المغربية، فإن بعض وسائل الإعلام الإسبانية لم تتعظ وواصلت بكل استخفاف وعن سبق إصرار نشر الأباطيل والترهات وهو ما يفقدها كل حس مهني، وينزع عنها أية مصداقية. وينضاف ما نشرته " إل باييس" و" إل موندو " اليوم إلى سلسلة الأكاذيب والترهات التي نشرتها في السابق عدة وسائل إعلام إسبانية، بدأ بوكالة "إيفي" للأنباء التي وزعت صورة لبعض أطفال غزة، ضحايا الاعتداء الإسرائيلي ، التقطت في يونيو 2006، زاعمة أنها لأطفال كانوا ضحية أحداث العيون. ثم بث قناة "أنتينا تريس" لصورة مزيفة نقلتها عن صحيفة "الأحداث المغربية" لجريمة حق عام وقعت في مدينة الدارالبيضاء مطلع 2010، على أنها لجثث في الصحراء. كما بلغ الغل أقصى حدوده بإقدام وكالة (أوربا بريس) الإسبانية للأنباء على بث قصاصة زعمت فيها أن مواطنين ذكرتهما بالإسم وهما بوعسرية الغالية بنت أحمد والسيد عبد السلام الأنصاري توفيا على يد قوات الأمن خلال أحداث العيون، والحال أنهما حيان يرزقان.