سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
الحكم بشهرين على مصري حاول تهريب منشطات رياضية محظورة داخل مراكش تفوق قيمتها مليار سنتيم النيابة العامة أمرت بإغلاق الحدود في وجهه وإدارة الجمارك نصبت نفسها طرفا مدنيا
قضت المحكمة الابتدائية بمراكش الأسبوع الماضي بالسجن مدة شهرين نافذين وغرامة مالية قدرها 1000 درهم على مصري بعد محاولته تهريب أدوية محظورة داخل المغرب. كما حكمت عليه بأدائه تعويضا بقيمة 30 ألف أورو لفائدة إدارة الجمارك. وقد تابعت المحكمة المواطن المصري في حالة سراح بعدما سارعت النيابة العامة إلى إغلاق الحدود في وجهه. وحسب معطيات مؤكدة حصلت عليها «المساء»، فإن رجال الجمارك لما فتشوا المسمى (أشرف.ع) عند مروره من الممر الأخضر بمطار المنارة بمراكش المخصص للمسافرين، الذين لا يملكون أشياء للتصريح بها، عثروا لديه على كميات كبيرة من الأدوية والعقاقير الرياضية. وتبين أن المواطن المصري القادم من العاصمة الإسبانية مدريد إلى المغرب يحمل منشطات رياضية محظورة، حاول إدخالها إلى المغرب بدون ترخيص من قبل الجمارك المغربية. واعترف أشرف، البالغ من العمر 43 سنة، أن المنشطات استلمها من مواطن مصري آخر، يدعى (محمد.م)، يقيم بين إسبانيا والولايات المتحدةالأمريكية. وأضاف المتهم أثناء التحقيق معه أنه كان ينوي فقط الاحتفاظ بها في المغرب، وليس توزيعها، إلى حين التوجه بها إلى مصر، بطلب من أخيه بالعاصمة المصرية القاهرة. وأقر الشخص المتابع بتهمة حيازة وإدخال بضاعة إلى المملكة المغربية دون التصريح بها لدى الجمارك أنه دأب على زيارة المغرب مند تسع سنوات للسياحة. وحسب خبرة طبية لأحد الصيادلة، فإن الأدوية المصادرة «تستعمل في غير محلها كمنشطات بالنسبة للرياضيين، بهدف مضاعفة المجهود والمردودية». كما تصنف هذه الأدوية ضمن «المنشطات المحظورة». وقد نصبت الإدارة الجهوية للجمارك بمراكش نفسها كمطالب بالحق المدني في هذه القضية، باعتبارها طرفا متضررا من هذه العملية. وعلمت «المساء» أن بعض الجمعيات المدينة، التي تنشط في مجال محاربة المنشطات المحظورة بكل أصنافها، نصبت نفسها أيضا كطرف مدني. وكانت مصالح الجمارك بمطار المنارة بالمدينة الحمراء قد ضبطت نهاية شهر شتنبر الماضي ثلاثة آلاف حقنة، تحتوي على منشطات «رياضية»، كانت بحوزة مواطن مصري قدم من العاصمة المصرية القاهرة على متن طائرة، قبل أن يتوقف بمطار مدريدبإسبانيا. وأوضحت مصادر عليمة، في اتصال مع «المساء»، أن المواطن المصري بينما كان يعبر مدخل المطار، بعدما حطت الطائرة التي كان على متنها، وفي يده حقيبة، أمره أحد رجال الجمارك بوضع حقيبته على جهاز التفتيش، غير أن المواطن المصري تردد وانتابه ارتباك، مما جعل الشكوك تتسرب إلى رجال الجمارك بالمطار، مما حذا بهم إلى تفتيش الحقيبة تفتيشا دقيقا. وبعد عملية التفتيش التي تعرضت لها جميع حقائب المسافرين، كما هي العادة داخل جل المطارات العالمية، جاء دور حقيبة المواطن المصري، الذي يرجح أن يكون متوفرا على جنسية أخرى، ليست إلا الجنسية الإسبانية، لكن الصدمة ستكون قوية، وسيكون حدس رجال الجمارك قويا وصائبا هذه المرة، كما هو الشأن في العديد من المرات، التي ضبطوا فيها منشطات محظورة، كانت على وشك الدخول إلى مراكش أو بصدد تهريبها إلى الخارج. وقد أعطى جهاز المراقبة إشارات على وجود أشياء غير عادية ومحرمة داخل الحقيبة، مما دفع أحد رجال الجمارك إلى تفتيش محتوى الحقيبة، فعثر على حقن قدرتها مصادر «المساء» ب3 آلاف حقنة تحتوي على منشطات كالتي تستعمل في مجال الرياضة وتحديدا في ألعاب القوى. وبعد التأكد من وجود ممنوعات داخل الحقيبة المشبوهة، اتصلت مصالح الجمارك بالمصلحة الولائية للشرطة القضائية بالمدينة الحمراء لإخبارها بعملية ضبط حقن ممنوعة، وقد هرعت مصالح الشرطة القضائية صوب المطار، وألقت القبض على المصري، وشرعت في التحقيق وتعميق البحث معه من أجل معرفة مصدر الحقن والجهة التي ستتسلم هذه الممنوعات.